فصل: دنكس

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: العباب الزاخر واللباب الفاخر ***


دفنس

الدِّفْنِسُ -بالكسر-‏:‏ الحمقاء، قال الفِنْد الزِّمّانيُّ‏:‏

وقد أختَلِسُ الضَّرْبَ *** ةَ لا يَدْمى لها نَصْلي

كجَيْبِ الدِّنْنِسِ الوَرْها *** ءِ رِيْعَتْ وهي تَسْتَفْلي

وقال ابن دريد‏:‏ الدِّفْنِس‏:‏ الرجل الدَّنيءُ الأحمق، قال‏:‏ والفاء زائدة وإنَّما الأصل الدال والنون والسين‏.‏

وقال غيره‏:‏ الدِّفْنِس‏:‏ المرأة الثقيلة‏.‏

والدِّفْنَاسُ‏:‏ الراعي الكسلان الذي ينام ويترك الإبل ترعى وحدها‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ الدِّفْنَاسُ‏:‏ البخيل، وأنشد المُفَضَّل لعاصِم بن عمر العبسي‏:‏

إذا الدِّعْرِمُ الدِّفْنَاسُ صوّى لِقاحَه *** فإنَّ لنا ذودًا ضِخامَ المَحالبِ

لَهُنَّ فِصالٌ لو تَكَلَّمْنَ لاشْتَكَت *** كُلَيْبًَا وقالتْ ليتَنا لابن غالبِ

الدِّعرِم‏:‏ الدَّميم القصير‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ المُدَفْنِس‏:‏ الثقيل الذي لا يبرح‏.‏

دقس

ابن عبّاد‏:‏ الدّقوس‏:‏ الغُيُوب، يقال‏:‏ ضَرَبَ الوَتِدَ حتى دَقَسَ في الأرض‏:‏ أي مضى فيها‏.‏

وجمل مَدْقَس‏:‏ شديد دَفوع، وإبل مَدَاقِيس‏:‏ وهي التي تدقُّ الحصى‏.‏

ودَقَسْتُ البِئرَ‏:‏ ملأتُها‏.‏

ودَقَسْنا خَلْفَهُم‏:‏ أي حَمَلْنا حَمْلَةً‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ الدَّقْسَة -بالفتح-‏:‏ دُوَيْبَّة صغيرة، هكذا هي بخَطَّي الأرْزَني وأبي سَهْلٍ الهَرَويِّ مضبوطة بالفتح ضبطًا بيِّنًا واضِحًا‏.‏

وقال ابن فارس‏:‏ الدُّقْسُ والدُّقْشُ -بالضمِّ فيهما-‏:‏ دُوَيْبَّة‏.‏

والدُّقْسَة‏:‏ حَبٌ كالجاوَرْس، لغة يمانية‏.‏

وفي النوادر‏:‏ يقال ما أدري أين دَقَسَ وأينَ دُقِسَ به‏:‏ أي أين ذَهَبَ وأينَ ذُهِبَ به‏.‏

وقال الليث‏:‏ يقال دَقَسَ في البلاد دُقُوسًا‏:‏ إذا أوغل فيها وتَغَيَّبَ‏.‏

ودَقْيُوْس‏:‏ اسم الملك الذي اتَّخَذَ على أصحاب الكهفِ مسجِدًا‏.‏

ودَقْيَانُوْس‏:‏ اسم الملك الذي هَرَبوا منه‏.‏

دقرس

ابن عبّاد‏:‏ الدَّقارِس‏:‏ الثعالب‏.‏

دقمس

الدِّقَمْس والمِدَقْس‏:‏ مَقلوبا الدِّمَقْس أي الأبْرِيْسَمْ‏.‏

دكس

الليث‏:‏ دَكَسْتُ الشيءَ دَكْسًا‏:‏ إذا حَشَوْتَه‏.‏

والدُّكاس -بالضم-‏:‏ ما يَغْشى الإنسان من النُّعاس ويتَراكَب عليه؛ عن ابن الأعرابي وأنشد‏:‏

كأنَّه من الكَرى الدُّكاسِ *** باتَ بِكأسيَ قَهْوَةٍ يُحَاسي

وقال ابن عبّاد‏:‏ دُكَاس الشَّحم والتَّمر‏:‏ مُلْتَفُّهما‏.‏

وحِنْطة دُكَاس‏:‏ كثيرة‏.‏

وقال الليث‏:‏ الدَّوْكَس والدَّوْسَك‏:‏ الأسد‏.‏ وأنكرهما الأزهريّ‏.‏ وقال ابن فارس‏:‏ فإن كان صحيحًا فهو من البابِ لِجُرأتِه وغِشيَانِه الأهوال‏.‏

والعرب تقول‏:‏ نَعَمٌ دَوْكَسٌ وشاءٌ دَوْكَسٌ‏:‏ أي كثيرة، قال‏:‏

مَنِ اتَّقى الله فَلَمّا يَيْأسِ *** من عَكَرٍ دَثْرٍ وشاءٍ دَوْكَسِ

وقال ابن عبّاد‏:‏ لُمْعَةٌ دَوْكَسٌ ودَوْكَسَةٌ‏:‏ أي مُلْتَفّة‏.‏

والدَّكَسُ -بالتحريك-‏:‏ تراكبُ الشيء بعضِه في بعض‏.‏

وقال الليث‏:‏ الدَّيْكَسَاء‏:‏ قطعة عظيمة من النَّعَمِ والغَنَمِ‏.‏

ونَعَمٌ دِيَكْسٌ‏:‏ أي كثيرٌ‏.‏ قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب‏:‏ هكذا هو بِخَط الأزهري بكسر الدال وفتح الياء وسكون الكاف، وفي غير تلك النُسْخة من التَّهذيب‏:‏ دَيْكَس -مثال ضَيْغَم- ضبطًا‏.‏

والدّاكِس‏:‏ لغةٌ في الكادِس؛ وهو ما يُتَطَيَّر به من العُطاسِ والقَعِيْدِ ونَحْوِهما‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ رأيْتُ دَكِيْسَةً من النّاس‏:‏ أي جماعة‏.‏

قال‏:‏ وأدْكَسَتِ الأرض‏:‏ وذلك في أوّلِ نَبْتِها‏.‏

والمُتَداكِس‏:‏ الكثير من كل شيء، وهو -أيضًا-‏:‏ الشَّكِسُ من الرِجال‏.‏

والتركيب يدل على غِشْيَانِ الشيءِ الشيءَ‏.‏

دلس

الدُّلْسَة -بالضم- والدَّلَسُ -بالتحريك-‏:‏ الظُّلمَة، يقال‏:‏ أتانا دَلَسَ الظَّلامِ ومَلَسَ الظَّلامِ ومَلثَ الظَّلامِ‏:‏ أي عِندَ اختِلاطِه‏.‏

والدَّلَسُ -أيضًا-‏:‏ النَّبات الذي يورِق في آخر الصيف‏.‏

والأدْلاس‏:‏ من الرِّبَب وهي ضَرب من النَّبْتِ‏.‏ وقال الفَرّاء‏:‏ الأدْلاس‏:‏ بَقايا البقل والنَّبت، واحِدُها دَلَسٌ، وأنشد‏:‏

بَدَّلْنَنا من قَهْوَسٍ قِنْعاسا *** ذا صَهَواتٍ يَرْتَعُ الأدلاسا

ويقال‏:‏ ما لي في هذا الأمر ولْسٌ ولا دَلْسٌ‏:‏ أي ما لي فيه خيانة ولا خَديعَة‏.‏

والدَّوْلَسِي‏:‏ الأمر الذي فيه تَدْليس، ومنه قول سعيد بن المُسَيَّب‏:‏ رَحِمَ الله عمر؛ لو لم يَنْهَ عن المتعة لاتَّخذها الناس دَوْلَسِيًّا‏.‏ أي ذريعةً وعِلَّةً مُدَلّسَةً للزنى، والمُراد مُتْعَة النِّكاح، كان الرجل يُشارِط المرأة بأجَلٍ مَعلوم علي شيء يُمَتِّعُها به يَسْتَحِلُّ بِهِ فَرْجَها ثُمَّ يُفارِقُها من غير تَزَّوُّجٍ ولا طلاق، وانَّما كان أُحِلَّ ذلك للمسلمين بمَكَّةَ ثلاثة أيّام حِيْنَ حجُّوا مع النبي -صلى الله عليه وسلَّم- ثُمَّ حُرِّمَ‏.‏ فالمعنى‏:‏ لو لم يَنْهَ عنها لكان أصحاب الرِّيَبِ يَتَّخِذونَها سَبَبًا وسُلَّمًَا إلى الزِنا مُدَلِّسِيْنَ به على الناس‏.‏

وأدْلَسْنا‏:‏ أي وَقَعْنا بالنَّبات الذي يورِقُ في آخِر الصَّيف‏.‏

وأدْلَسَتِ الأرضُ‏:‏ إذا اخْضَرَّتْ بالدَّلَسِ‏.‏

والتَّدْليس في البَيْعِ‏:‏ كِتمان عَيب السِلُعَة عن المُشْتَري، يقال‏:‏ دَلَّسَ لي سِلْعَةً سَوْء‏.‏ ودَلَّسَ في البَيْع وفي كلِّ شيء‏:‏ إذا لم يُبَيُّن عَيْبَه‏.‏ قال الأزهري‏:‏ ومن هذا أُخِذَ التَّدْليس في الإسناد‏:‏ وهو أن يُحَدِّثَ به عن الشيخ الأكبر ولعلَّه قد رآه، وإنَّما سَمِعَه مِمَّن دُوْنَه مِمَّن سَمِعَه منه‏.‏ وفَعَلَ ذلك جماعة من الثِّقات، حتى قال بعضهم‏:‏

دَلَّسَ للنَاس أحاديثَه *** واللهُ لا يَقْبَل تَدْلِيْسا

ويقال‏:‏ دَلَّسَه فَتَدَلَّسَ، وتَدَلُّسُه ألاّ يُشْعَرَ به‏.‏

وتَدَلَّسْتُ الطَّعام‏:‏ إذا أخذتُ منه قليلًا قليلا‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ يقال تَدَلَّسَ المالُ دَلَسًا‏:‏ وهو لَحْسُ الشيء القليل في المَرْتَعِ‏.‏

وادْلاسَّتِ الأرض‏:‏ وذلك أن يصيب المالُ منها‏.‏

وفلان لا يُدالِس ولا يُوالِس‏:‏ أي لا يَظْلِم ولا يخون ولا يُؤارِب‏.‏

والتركيب يدلُّ على سَتْرٍ وظُلْمَة‏.‏

دلعس

الأصمعي‏:‏ الدَّلْعَسُ والدِّلَعْسُ والدِّلْعَوسُ والدِّلْعِيسُ والدِّلْعَاسُ والدُّلاعِسُ -مثال جَعُفَر وحِضَجْرٍ وفِرْدَوْسٍ وبِرْطِيْلٍ وعِرْفاصٍ وعُذَافِرٍ-‏:‏ الضَّخمة من النوق مع استِرخاء‏.‏

وجَمَلٌ دِّلْعَاسُ ودُّلاعِسُ‏:‏ إذا كان ذلولًا‏.‏

وقال الليث‏:‏ الدِّلْعَوسُ‏:‏ المرأة الجريئة على أمرِها العصِيَّة على أهلِها‏.‏

قال‏:‏ والدِّلْعَوسُ‏:‏ الناقة النَّشزَة الجَريئةُ باللَّيْلِ الدّائبَة الدَّلْجَةِ‏.‏

دلمس

ابن دريد‏:‏ دَلْمَسٌ -مثال جَعْفَر-‏:‏ اسم‏.‏

وقال ابن فارس‏:‏ الدِّلْمِسُ -مثال زِبْرِج-‏:‏ الدّاهيَة، قال‏:‏ وهي مَنحوتة من كَلِمَتَين من دَلَسَ الظُّلمة ومِن دَمَسَ إذا أتى في الظُّلْمَة‏.‏ وقال ابن عبّاد‏:‏ هي الدُّلَمِسُ للداهية والدَّلامِس -مثال عُلَبِط وعُلابِطٍ-‏.‏ وقال ابن دريد‏:‏ الدُّلَمِسُ والدَّلامِسُ‏:‏ الشديد الظُّلمة‏.‏ وادْلَمَّسَ اللَّيلُ‏:‏ إذا اشتدَت ظُلْمَتُه‏.‏

دلهمس‏:‏ الدَّلَهْمَس‏:‏ الجريء الماضي‏.‏ ويُسَمّى الأسد دَلَهْمَسًا لقوَّتِه وجُرأتِه، وكذلك الشجاع، قال‏:‏

كأنَّه ذو لِبَدٍ دَلَهْمَسُ *** بِساعِدَيهِ جَسِدٌ مُوَرَّسُ

من الدِّماءِ مائعٌ ويُبَّسُ ***

وأنشد هِشام‏:‏

سَبَّحَ مِن حَجْرِ مِنىً لأربَعِ *** دَلَهْمَسُ الليل بَرودُ المَضْجَعِ

وقال ابن فارس‏:‏ هو منحوت من كلمتين مِن دلَسَ وهَمَسَ، فَدَلَسَ‏:‏ أتى في الظلام، وهَمَسَ‏:‏ كأنَّه غَمَسَ نفسه فيه وفي كلِّ ما يُريدُه؛ يقال‏:‏ أسَدٌ هَمُوْسٌ‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ أمر دَلَهْمَس‏:‏ إذا كان مُغَمَّضًا عليكَ ليس بِبَيِّن‏.‏

والدَّلَهْمَس‏:‏ الجَلْدُ الضخم‏.‏

وقال أبو عمرو‏:‏ ليلٌ دَلَهْمَسٌ‏:‏ شديد الظلمة‏.‏ وظُلمة دَلَهْمَسَة‏:‏ هائلة، قال الكُمَيْت‏:‏

إليكَ في الحِنْدِسِ الدَّلَهْمَسَة الطْ *** طَامِسِ مِثل الكواكبِ الثُّقُبِ

دمس

دَمَسَ الظلام يَدْمُسُ ويَدْمِسُ دُمُوسا‏:‏ إذا اشتدَّ، يقال‏:‏ ليلٌ دامِس، قال ذو الرُّمَّة‏:‏

ومُنْخَرِقِ السِّرْبالِ أشعَثَ يَرتَمي *** به الرَّحلُ فوقَ العَنْسِ والليلُ دامِسُ

وليلٌ أُدموس‏:‏ مثل دامِسٍ‏.‏

وجاءنا بأُمُورٍ دُمْس ودُبْس ورُبْس‏:‏ أي عِظام، كأنَّها جمع دامِس، مثال بازِل وبُزْل‏.‏

وقال أبو زيد‏:‏ دَمَسْتُه في الأرض دَمْسًا‏:‏ إذا دَفَنْتُهُ حيًّا كانَ أو مَيِّتًَا‏.‏ وقال أبو عمرو‏:‏ دَمَسْتُ الشيء‏:‏ غَطَّيْتُه؛ دَمْسًا‏.‏

وقال أبو زيد‏:‏ أتاني حيثُ وارى دَمْسٌ دَمْسًا‏:‏ وذلك حينَ يُظْلِمُ أوَّلُ الليلِ شيئًا، ومثله‏:‏ أتاني حين تقول أأخوكَ أم الذِّئبُ‏.‏

وقال أبو عمرو‏:‏ دَمَسَ المَوضِعُ ودَسَمَ وسَمَدَ‏:‏ إذا دَرَسَ‏.‏

والدَّمَسُ -بالتحريك-‏:‏ ما غُطِّيَ؛ من دَمْسِ الإهابِ وهو تَغْطِيَتُه لِيَمَّرِطَ شَعَرُه قبل أن يُلقى في الدِّبَاغ، وإهابٌ مَدموس وغَمُول، والجَمْعُ‏:‏ دُمُسٌ وغُمُلٌ‏.‏ وبالوجهين يُروى قول الكُمَيت يمدَحُُ مَسْلَمَة بن هِشام‏:‏

لقد طالَ ما يا آلَ مروانَ أُلْتُم *** بلا دمسٍ أمرَ العُرَيْبِ ولا غَمَلْ

والدَّيْماس والدِّيْماس‏:‏ الكِنُّ‏.‏

والدَّيْماس والدِّيْماس‏:‏ الحَمّام، فإن فَتَحْتَ الدّال جَمَعْتَه على دَيامِيْسَ -مثل شَيْطان وشَياطينَ-، وإنْ كَسَرْتَها جَمَعْتَه على دَماميس -مثل قيراط وقَراريط-، وسُمِّيَ بذلك لظُلْمَتِه‏.‏ وفي صِفَة المسيح -صلوات الله عليه-‏:‏ إنّه سَبِط الشَّعَرِ كثيرُ خِيلان الوَجْه كأنّه خَرَجَ من ديْمَاسٍ‏:‏ أي في نَضْرَتِهِ وكَثْرَةِ ماءِ وَجْهِه كأنَّه خَرَجَ من كِنٍّ، لأنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلّم- قال في وصفه‏:‏ كأنّ رأسَهُ يقطِرُ ماءً‏.‏

والدّيْماس‏:‏ السَّرَب‏.‏ وكان للحجّاج سجن سمّاه ديْماسًا لظُلْمَتِه‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ الدَّمْسُ‏:‏ الشخص‏.‏

قال‏:‏ ودَمَسْتُ بين القومِ ودَسَمْتُ‏:‏ أي أصلَحْتُ‏.‏

ودَمِسَت يَدُه‏:‏ تلطَّخَت‏.‏

والدّاموس‏:‏ القُتْرَة؛ كالناموس‏.‏

ودُوْمِيْس‏:‏ ناحية بأرّان بينَ بَرْذَعَة ودَبِيْل‏.‏

ودَمَسَ المرأة‏:‏ جامَعَها‏.‏

ودَمَسْتُ عليه الخَبَرَ‏:‏ أي كَتَمْتُه‏.‏

والدَّمِيْسُ‏:‏ المُغَطّي‏.‏

والدِّمَاس -بالكسر-‏:‏ كُلُّ ما غَطّاكَ من شيء‏.‏

وقال أبو عمرو‏:‏ الدُّوْدمِس‏:‏ الحيّة‏.‏ وقال الليث‏:‏ الدُّوْدمِس‏:‏ ضَرْبٌ من الحَيّات مُحْرَنْفِش الغلاصيم يقال إنَّه يَنْفُخُ نَفْخًا فَيُحْرِق ما أصابَ، والجَمْعُ‏:‏ الدُّوْدَمِسَات والدَّوامِيْسُ‏.‏

وأدمَسَ الليل‏:‏ مِثْلُ دَمَسَ‏.‏

وتَدْميسُ الشيء‏:‏ دَفْنُه؛ مثل دَمْسِه، قال‏:‏

إذا ذُقْتَ فاها قُلْتَ عِلْقٌ مُدَمَّسٌ *** أُريدَ به قَيْلٌ فَغودِرَ في سَأبِ

وقال أبو مالِكٍ‏:‏ المُدَمَّس في هذا البيت‏:‏ الذي عليه وَضَرُ العَسَل، وقال أبو زيد‏:‏ هو المُغَطّى‏.‏

وقال أبو مالِك‏:‏ المُدَمَّسُ والمُدَنَّسُ بمعنى واحِدٍ‏.‏

والتَدْميس‏:‏ إخفاء الشيء‏.‏

وانُدَمَسَ‏:‏ دَخَلَ في الدّيْمَاسِ‏.‏

والمُدَامَسَة‏:‏ المُوَارَاةُ‏.‏

وتَدَمَّسَت المَرْأةُ بكذا‏:‏ أي تلطَّخَت به‏.‏

والتركيب يدل على خفاء الشيء‏.‏

دمحس

ابن دريد‏:‏ الدُّمَاحِس -مثال عُذَافِر-‏:‏ السيِّئ الخُلُق‏.‏ وقال الليث‏:‏ الدُّماحِسُ الغليظ‏.‏

وقال ابن خالَوَيه‏:‏ الدُّمَاحِس‏:‏ الأسد‏.‏

وقال الليث‏:‏ يقال للأسوَد من الرجال‏:‏ الدُّمْحُسِيُّ‏.‏ وقال ابن عبّاد‏:‏ هو السمين الشديد‏.‏

دمقس

الدِّمَقْس والدِّقَمْس والمِدَقْس‏:‏ الابريْسَم، وقيل‏:‏ القَزُّ، قال امرؤ القيس‏:‏

فَظَلَّ العذارى يَرْتَمِيْنَ بِلَحْمِها *** وشَحْمٍ كهُدّابِ الدِّمَقْسِ المُفَتَّلِ

وقيل‏:‏ الدِّمَقْس‏:‏ الدِّيباج، وقيل‏:‏ الكَتّان‏.‏ والدِّمْقَاس‏:‏ لُغَةٌ فيه‏.‏ وثوب مُدَمْقَس‏:‏ منسوج بالدِّمَقْس، قال العجّاج‏:‏

خَوْدًا تَخالُ رَيْطَها المُدَمْقَسا *** ومَيْسَنانِيًّا لها مُمَيَّسا

أُلْبِسَ دِعْصًا بينَ ظَهْرَيْ أو عَسا ***

دمنس

دُمَانِسُ‏:‏ بلد من نواحي تَفْلِيْس‏.‏

دنخس

ابن فارس‏:‏ الدَّنْخَسُ -بالفتح-‏:‏ الشديد اللحم الجسيم‏.‏

دنس

الدَّنَس‏:‏ الوَسَخ‏.‏ ودَنِسَ الثَّوبُ يَدْنَسُ دَنَسًا ودَنَاسَةً؛ فهو دَنِس‏.‏ وكذلك دَنِسَ عِرْضُ الرَّجُل وخُلُقُه، يُقال‏:‏ هو دَنِسُ العِرْضِ والمرؤة‏.‏ وقوم أدْناس ومَدَانيس، قال جرير‏:‏

والتَّيْمُ أْلأمُ من يمشي وأْلأمُهُمْ *** أولادُ ذُهْلٍ بَنُو السُّودِ المَدانِيْسِ

ودَنَّسَ ثَوْبَه وعِرْضَه تَدْنيسا‏:‏ إذا فعل ما يُشِيْنُه، قال رؤبة يمدَح أبَانَ بن الوليد البَجَليَّ‏:‏

باعَدَ عنكَ العَيْبَ والتَّدْنِيْسا *** ضَرْحُ الشِّمَاسِ الخُلُقَ الضَّبِيْسا

دنفس

ابن الأعرابي‏:‏ الدِّنْفاس والدِّفْناس‏:‏ الراعي الكسلان الذي ينام ويترك الإبل ترعى وحدها‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ الدُّنَافِسُ‏:‏ السَيِّئ الخُلُق‏.‏

والدِّنْفِسُ‏:‏ الحمقاء؛ كالدِّفْنِسِ‏.‏

دنقس

ابن فارس‏:‏ دَنْقَسْتُ بين القوم ودَنْقَشْتُ -السين والشين-‏:‏ أي أفسَدْتُ‏.‏

وقال الليث‏:‏ الدَّنْقَسَة‏:‏ تطأْطُؤ الرأس ذُّلًا وخُضُوْعًا، وأنشد‏:‏

إذا رآني من بَعيدٍ دَنْقَسا ***

والدَّنْقَسَة‏:‏ خَفْضُ البَصَر، قال‏:‏

يُدَنْقِسُ الطَّرْفَ إذا ما نَظَرا ***

وقال أبو عُبَيد‏:‏ دَنْقَسَ الرجل‏:‏ إذا نَظَرَ وكَسَرَ عَيْنَه، وقيل‏:‏ انَّما هو دَنْفَشَ بالفاء والسين المُعجَمَة‏.‏

دنكس

دَنْكَسَ الرجل في بيتِه‏:‏ إذا لم يَبْرُزْ لحاجةِ القوم؛ ويختَبِئُ فيه، وهو غَيْبٌ‏.‏

دوس

داسَ الشيء يَدوسُهُ‏:‏ وَطِئَه برِجلِه‏.‏

وداسَ جارِيَتَه‏:‏ إذا جامَعَها وبالغَ في وَطْئها، قال‏:‏

قامَت تُنادي عامِرًا فأشْهَدا *** وكانَ قِدْمًا ناخِباُ جَلَنْدَدا

فَداسَها لَيْلَتَهُ حتى اغْتَدى ***

وداس الطعام يَدوسُه دَوْسًا ودِياسًا ودِياسَة‏.‏ وفي حديث أم زَرْع‏:‏ ودائسٍ ومُنَقٍّ‏.‏ قال هشام‏:‏ الدائس‏:‏ الأنْدَر؛ والمَنًقّي‏:‏ الغِربال، وقال غيرُه‏:‏ الدائِس‏:‏ الذي يدوس الطعام؛ والمُنَقّي‏:‏ الذي يُنَقّيهِ‏.‏ وقد كُتِبَ الحديث بتمامِه في تركيب ز ر ن ب‏.‏

وقَوْلُهم‏:‏ أتَتْهُم دَوَائسُ الخيل وأتَتْهُم الخَيْلُ دَوائسَ‏:‏ أي يَتْبَعُ بَعْضُها بعضًا‏.‏

والمَدَاس‏:‏ الذي يُلبَس في الرِّجْلِ‏.‏

والمَداسة‏:‏ موضع دَوْسِ الطعام‏.‏

والمِدْوَس والمِدْواس -بالكسر-‏:‏ ما يُداس به الطعام‏.‏

والمِدْوَس -أيضًا-‏:‏ مِصقَلَة الصَّيْقَل، قال أبو ذؤَيْب الهُذَلي يَصِفُ حمارًا‏:‏

وكأنَّما هوَ مِدْوَسٌ مُتَقَلِّبٌ *** بالكَفِّ إلاّ أنَّهُ هوَ أضْلَعُ

يقال‏:‏ دُسْتُ السيفَ‏:‏ إذا صَقَلْتَه، قال أبو أُسامة معاوية بن زُهَيْر الجُشَميُّ حليفٌ لِبَني مَخْزومٍ يَصِفُ سَيْفًا‏:‏

وأبيَضَ كالغَديرِ ثوى عليهِ *** قُيُونٌ بالمَداوِسِ نِصفَ شَهرٍ

ودَوْس‏:‏ أبو قبيلة، وهو دَوْس بن عُدْثان بن عبد الله بن زَهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد‏.‏

والدَّوّاس -بالفتح والتشديد-‏:‏ الأسد؛ لأنَّه يدوس أقرانه وفَرائِسَه‏.‏

والدَّوّاس‏:‏ الشجاع الذي يدوس أقرانه، وكلُّ قاهِرٍ دوّاس، قال رؤبة‏:‏

والحرب فيها شُعَلٌ وأقباسُ *** تَجِلُّ أنْ يُذْكَرَ فيها الأنكاسْ

إذْ بَلَغَ الجَهْدَ العِرَاكُ الدَّوّاسْ ***

ودَوّاسَة الرَّجُل‏:‏ أنفُه‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ الدَّوْس -بالفتح-‏:‏ الذُّلُّ‏.‏

والدُّوْسُ -بالضم-‏:‏ الصَّقَلَة‏.‏

أبو زيد‏:‏ يقال‏:‏ فلانٌ دِيْسٌ من الدِّيَسَة‏:‏ أي شجاع شديد يدوس كلَّ من نازَلَه، وأصله دِوْسٌ -على فِعْلٍ؛ بالكسر-؛ فقُلِبَت الواو ياء لكسرةِ ما قبلِها، كما قالوا رِيْحٌ وأصلها رِوْحٌ‏.‏

والدُّوَاسَة والدَّويْسَة‏:‏ الجماعة‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ الدِّيْسَة‏:‏ الغابة المُلْتَبِدَة، والجمع دِيَس ودِيْس، والأصل الواو‏.‏

وانْدِياس الطعام‏:‏ مُطَاوِعُ دَوْسِه‏.‏

والتركيب يدل على دَوْس الشيء‏.‏

دهس

ابن عبّاد‏:‏ الدَّهْس‏:‏ النَّبت الذي لم يَغلِب عليه لون الخُضرَة‏.‏

والدَّهْس والدَّهَاس -مثال نَبْت ونَبَات-‏:‏ المكان السهل اللَّيِّن لا يَبْلُغُ أن يكون رَمْلًا وليس هو بِتُراب ولا طين‏.‏ ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلّم- أنَّه أقبَلَ من الحُدَيْبِيّة فنَزَلَ دَهاسًا من الأرضِ فقال‏:‏ مَنْ يَكْلَؤها اللَّيلة‏؟‏ فقال بلال‏:‏ أنا، ثم إنَّهم ناموا حتى طَلَعَتِ الشمس، فاستَيقَظَ ناسٌ فقالوا اهضِبوا‏.‏ قال النابغة الجعدي رضي الله عنه‏:‏

إذا ما الضَّجيجُ ثَنى جِيْدَها *** تَدَاعَتْ فكانت عليه لِباسا

تَمِيلُ كَمَيْلِ نَقى رَمْلَةٍ *** كَسَتْهُ العَوَاصِفُ تُرْبًا دَهَاسا

وقال العجّاج يَصِفُ فَرَسًا‏:‏

عافي الرَّقاقِ مِنْهَبٌ مُوَاثِمُ *** وفي الدَّهَاسِ مِضْبَرٌ مُتائمُ

تَرْفَضُّ عن أرْساعِهِ الجَراثِمُ ***

يقال‏:‏ رَمْلٌ أدْهَس بَيِّن الدَّهَسِ والدُّهْسَة، قال العجّاج‏:‏

ومَهْمَهٍ يُمْسي قَطَاهُ نُسَّسا *** رَوابِعًا وبَعْدَ رِبْعٍ خُمَّسا

وإن تَوَنّى رَكْضُهُ أو عَرَّسا *** أمسى من القابِلَتَيْنِ سُدَّسا

مُوَاصِلٍ قُفّا ورَمْلًا أدْهَسا ***

ورجُلٌ دَهَاس الخُلُق‏:‏ أي سهل الخُلُقِ دَمِيْثُه‏.‏ والدَّهَاسَة‏:‏ سُهُولة الخُلُق، واشتقاقها من الدِّهَاسِ‏.‏ ويقال‏:‏ رِمالٌ دُهْسٌ، قال العجّاج‏:‏

وكم قَطَعْنا من قِفافٍ حُمْسٍ *** غُبْرِ الرِّعَانِ ورِمالٍ دُهْسِ

وامرأةٌ دَهَاسٌ‏:‏ عظيمة العَجيزَة‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ داهِيَةٌ دَهْسَاءُ؛ كما يقال شَعْرَاءُ‏.‏

وعنزٌ دَهْسَاء‏:‏ وهي مثل الصَّدْءاءِ إلاّ أنَّها أقل حُمْرَة منها، قال المُعَلّى بن حَمّال العَبْديُّ؛ وأنشد ذلك أبو عُبَيْدَة في كتاب المَثالِب لحَمّاد بن سَلَمَة‏:‏

وجاءت خُلْعَةٌ دُهْسٌ صَفايا *** يَصُورُ عُنُوقَها أحْوى زَنِيْمُ

يُفَرِّقُ بَيْنَها صَدَعٌ رَبَاعٍ *** له ظَأْبٌ كما صَخِبَ الغَرِيْمُ

ويُرْوى‏:‏ يَصُوْعُ عُنُوْقَها‏.‏

والدَّهُوْسُ‏:‏ الأسَدُ‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ أدْهَسَ القوم‏:‏ إذا سَلَكوا الدَّهْسَ‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ ادْهاسَّت الأرضُ‏:‏ صارَت دَهْساء اللون‏.‏

والتركيب يدل على لِيْنٍ في مَكانٍ‏.‏

دهرس

الدَّهَارِس‏:‏ الدَّواهي، الواحدة‏:‏ دَهْرَس‏.‏ وأنشد الليث‏:‏

وعَمِّيَ سَيّارٌ وسارَ بِنَصْرِهِ *** عَلِيٌ إلى صِفِّيْنَ يومَ الدَّهارِسِ

وأشْبَعَ الكَسْرَةَ الشاعر فولَّدَ الياء؛ قال‏:‏

حَنَّت إلى النَّخْلَةِ القُصْوى فَقُلْتُ لها‏:‏ *** حِجْرٌ حَرامٌ ألا تِلْكَ الدَّهاريْسُ

وناقةٌ ذاةُ دَهْرَسٍ‏:‏ أي ذاةُ خِفَّةٍ ونَشَاطٍ، قال‏:‏

ذاةُ أزابيَّ وذاةُ دَهْرَسِ

دهمس

ابن الفَرَجِ‏:‏ أمْرٌ مُدَهْمَسٌ ومُدَغْمَسٌ ومُدَخْمَسٌ ومُرَهْمَسٌ ومُنَهْمَسٌ‏:‏ أي مستورٌ‏.‏

وقال الفرّاء‏:‏ الرَّهْمَسَة والدَّهْمَسَة‏:‏ السِّرَارُ‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ الدَّهْمَسَة‏:‏ المُسَاوَرَة والبَطْش‏.‏

ديس

أهلُ العراق يُسَمُّونَ الثَّدْيَ‏:‏ الدَّيْسَ، وليس من كلام العَرَبَ‏.‏

ودِيْسَان‏:‏ من قُرى هَرَاة‏.‏

ذفطس

ابن الأعرابي‏:‏ ذَفْطَسَ الرجلُ‏:‏ إذا ضَيَّعَ مالَه‏.‏ هكذا ذَكَرَهُ الأزهري بالذال المُعْجَمَة، وفي نُسَخِ نوادر ابن الأعرابي‏:‏ بالدّال المهملة، وأنشد‏:‏

قد نامَ عنها جابِرٌ وذَفْطَسا *** يشكو عُرْوقَ خُصْيَتَيهِ والنَّسَا

كأنَّ رِيْحَ فَسْوِهِ إذا فَسا *** تَخْرُجُ من فيهِ إذا تَنَفَّسا

ذرطس

الأزهريّ‏:‏ أذْرِيْطُوْسُ‏:‏ دواء رُومي فأُعْرِبَ‏.‏ قال‏:‏

بارِكْ له في شُرْبِ أذْرِيْطُوْسا

وجَعَلَه رؤبةُ طُوْسًا لحاجتِهِ في القافية، وسَيَجِيءُ ذِكْرُه -إن شاءَ الله تعالى- في تركيب ط و س‏.‏

رأس

الرَّأس‏:‏ معروف‏.‏ ورأس كل شيء‏:‏ أعلاه، ويُجتَمَع في القِلَّة على أرْؤسٍ، قال العجّاج‏:‏

وإن دَعَوْتَ من تميمٍ أرْؤسا *** والرَّأسَ من خُزَيْمَة العَرَنْدَسا

وقيسَ عَيْلانَ ومَن تَقَيَّسا *** تقاعَسَ العِزُّ بنا فاقْعَنْسَسَا

أراد بالأرؤسِ الرُّؤساء‏.‏ ويُجمَع في الكَثرة على رؤوس‏.‏

وقال الأصمعي‏:‏ يقال للقوم إذا كَثَروا وعَزُّوا‏:‏ هُم رَأْسٌ، قال عمرو بن كُلْثوم‏:‏

برأسٍ من بَني جُشَمَ بن بكر *** نَدُقُّ به السُّهُولة والحُزُوْنا

وقيل‏:‏ أراد بالرأس الرئيس؛ لأنَّه قال‏:‏ نَدُقُّ به ولم يَقُل‏:‏ بهم‏.‏

ويقال‏:‏ رأسٌ مِرْأسٌ‏:‏ أي مِصَكٌ للرُّؤوس، قال العجّاج‏:‏

ورُسُغًا فَعْمًا وخُفًّا مِلْطَسا *** وعُنُقًا ورأسًا مِرْأسا

ورؤوس مَرَائس ورُؤَّسٌ -مثال رُكَّع-، قال منظور بن حَبَّة يَصِف عزَّه في قومه‏:‏

وإن سَما نالَ النُّجومَ الطُّمَّسا *** مِمّا وَرِثنا مُنْقِذًا وفَقْعَسا

والخالِدَيْنِ والرُّؤوسَ الرُّؤَّسا *** والعَوْفَتَيْنِ لم يكُنْ مُؤبَّسا

وبيت رأس‏:‏ اسمُ قرية بالشام من قُرى حَلَب، وكورة بالأُردُن؛ وهذه هي المُرادَة بِقَول حسّان بن ثابِت رضي الله عنه‏:‏

كأنَّ خَبيئَةً من بيتِ رأسٍ *** يكونُ مِزاجُها عسلٌ وماءٌ

على أنيابها أو طَعْمَ غَضٍّ *** من التُّفَّاحِ هَصَّرَه اجْتِناءُ

وإنَّما نَصَبَ ‏"‏مِزاجَها‏"‏ على أنَّه خبر كانَ، فجَعَلَ الاسم نَكِرَة والخَبَرَ معرِفَة، وإنَّما جازَ ذلك من حيث كان اسم جِنْسٍ، ولو كان الخَبَرُ مَعْرِفَة مَحْضَة لَقَبُحَ‏.‏

ورَأسَه رأسًا‏:‏ أصابَ رأسَه‏.‏

ورَأسَ القوم رِئاسَة‏:‏ صار رئيسَهُم‏.‏

ورَأْسُ عَيْنٍ‏:‏ مدينة من مدن الجزيرة، يقال‏:‏ قَدِمَ فلان من رأس عَيْنٍ، والعامَّة تقول‏:‏ رأسِ العَيْن‏.‏

وقولهم‏:‏ رُمِيَ فلانٌ منه في الرأيٍِ‏:‏ أي أعرَضَ عنه ولم يَرْفَعْ به رَأسًا واسْتَثْقَلَه، تقول‏:‏ رُميتُ منكَ في الرأس -على ما لم يُسَمَّ فاعِلُه-‏:‏ أي ساءَ رّأيُكَ فيَّ حتى لا تَقْدِرَ أنْ تَنْظُرَ إليَّ‏.‏

وتقول‏:‏ أَعِد كَلامَكَ من رأسٍ، ولا تَقُل‏:‏ من الرأسِ، والعامة تقوله‏.‏

والإصابة من الرأس‏:‏ كِناية عن التقبيل‏.‏ وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «أنَّه كان يُصيبُ من الرأسِ وهو صائِم»‏.‏

ورَأسُ الإنسان‏:‏ الجبل الذي بين أجياد الصَّغير وبين أبي قُبَيْسٍ‏.‏

ورَأس الحِمار‏:‏ مدينة قُربَ حَضْرَمَوت‏.‏

ورَأس الأكحَل‏:‏ قرية باليمن من نواحي ذَمَار‏.‏

ورَأس ضأن‏:‏ جبل ببلاد دَوْسٍ‏.‏

ورَأس الكلب‏:‏ ثَنِيَّة، وقريةٌ بقُوْمِسَ أيضًا‏.‏

ورَأس كِيْفى‏:‏ من ديار مُضَرَ بالجَزيرة‏.‏

وذو الرأسَين‏:‏ خُشَيْن بن لأْي بن عُصَيْم بن شَمْخ بن فَزَازَة بن ذُبيان بن بَغيض، ولم يكُن في فَزَازَة رجُلٌ أكثَرُ غزوًا من ذي الرأسَين، قال ابن ذو الرأسَين‏:‏

وأنا ابن ذي الرأسَينِ قد عَلِموا *** من خَيْرهمْ وأبُوهُ ذو العَضْبِ

وذو الرأسَين -أيضًا-‏:‏ أُمَيّة بن جُشَم بن كِنانة بن عمرو بن قين بن فَهْم بن عمرو بن قيس عَيْلان بن مُضَر بن نِزار بِن مَعَدِّ بن عدنان‏.‏

وذو الرأس‏:‏ جرير بن عَطِيَّة بن الخَطَفي -واسمه حُذَيفة- بن بدر بن سَلَمَة بن عَوف بن كُلَيب بن يَربوع بن حنظَلَة بن مالك بن زيد مَنَاة بن تميم‏.‏ وقيل له‏:‏ ذو الرأسِ لِجُمَّةٍ كانت له، وكان يقال له في حَدَاثَتِهِ‏:‏ ذو اللِّمَّة‏.‏

ورأس المال‏:‏ أصلُ المال‏.‏ وفي حديث عُمر -رضي الله عنه-‏:‏ واجعلوا الرأس رأسَين‏.‏ أي اشتَروا بثمن الواحِد من الحيوان اثنين حتى إذا مات أحدهما بَقِيَ الثاني، فإنَّكُم إذا غالَيْتُم بالواحِدِ فذلك تعريضٌ للمالِ مجمعًا للتَهلُكة، وهو عطف البيان والتَّفصيل على الإجمال‏.‏ وقد كُتِبَ الحديث بتَمامِه في تركيب ل ث ث‏.‏

ورئيس القوم‏:‏ سَيِّدُهم ووالي أمورِهم، ويقال -أيضًا-‏:‏ رَيِّسٌ -مثال قَيِّم- على الإدغام، قال يمدح محمد بن علي بن عبد الله بن عبّاس بن عبد المُطّلِب الهاشِميّ واليَ البصرة أيّام هارون الرشيد أنارَ الله بُرهانَه‏:‏

يَلْقى الأمانَ على حِياضِ محمّدٍ *** ثَوْلاءُ مُخْرِفَةٌ وذِئْبٌ أطْلَسُ

لا ذي تخافُ ولا لهذا جُرأةٌ *** تُهْدى الرَّعيّةُ ما استقامَ الرَّيِّسُ

والأعضاء الرئيسة عند الأطبّاء أربعة‏:‏ القلب والدِماغ والكَبِد والأُنثيان، ويقال للثلاثة المتقدِّمَة‏:‏ رئيسة من حيث الشخص، على معنى أنَّ وجوده بدونها أو بدون واحِدٍ منها لا يُمكِن، والرابع رئيس من حيث النوع على معنى أنَّه إذا فاتَ فاتَ النوع، ومَنْ قال إنّ الأعضاء الرئيسة هي الأنف واللَّسان والذَّكَرُ فقد سَها‏.‏

وشاةٌ رئيس‏:‏ إذا أُصيبَ رأسُها، من غنم رَآسى؛ مثال حَبَاجى ورَماثى‏.‏

ورئيس بن سعيد بن كَثير بن عُفَيْر المِصري‏:‏ مُحَدِّثٌ شاعِرٌ‏.‏

والرِّئّيْسُ -مثال سِكِّيْتٍ-‏:‏ الكثير التَّرَؤُّس، ويُنْشَدُ بيتُ أبي حِزامٍ غالب بن الحارِث العُكْليِّ‏:‏

لا تُبِئْني وانَّني بكَ وغدٌ *** لا تُبِئْ بالمُرَأَّسِ الرِّئِّيْسا

ويروى‏:‏ بالمُؤرَّسِ الإرِّيْسا‏.‏

والفَرَسُ المِرآسُ‏:‏ الذي يَعَضُّ رؤوس الخيلِ إذا صارَت معه في المُجاراةِ، قال رؤبة‏:‏

لو لم يُبَرِّزْهُ جَوادٌ مِرْآسْ *** لَسَقَطَتْ بالماضِغِيْنَ الأضْرَاسْ

وقيل‏:‏ المِرْآس‏:‏ الذي يَرْأس؛ أي يكون رئيسًا لها في تَقَدُّمِه وسَبْقِه‏.‏

ويقال لبائع الرؤوس‏:‏ رأَّسٌ، والعامة تقول‏:‏ رَوّاس‏.‏

والرَّؤوْس من الإبل‏:‏ البعير الذي لم يبقَ له طِرْقٌ إلاّ في رأسِه‏.‏

ونعجةٌ رأساء‏:‏ أي سوداء الرأس والوجه وسائرها أبيض‏.‏

والأرْأسُ والرُّؤاسِيُّ‏:‏ العظيم الرأس، وشاة رأساء ولا يقال رُؤاسِي‏.‏

ويقال‏:‏ هو رائسُ الكِلابِ؛ قال ابن السكِّيت‏:‏ أي هو في الكِلابِ بِمَنزِلَةِ الرئيس في القوم‏.‏

ويقال‏:‏ سحابة رائسَة‏:‏ لِلَّتي تَفْدُمُ السَّحابَ، وهي الروائسُ، قال ذو الرُّمَّة يَصِفُ نوقًا دعاهُنَّ الفَحْلُ‏:‏

فَيُقْبِلْنَ إرْبابًا ويُعْرِضْنَ رَهْبَةً *** صُدُوْدَ العَذارى واجَهَتْها المَجَالِسُ

خَناطِيْلَ يَسْتَقْرِيْنَ كلَّ قَرارَةٍ *** مَرَبٍّ نَفَتْ عنها الغُثَاءَ الرَّوائسُ

وقال بعض الأعراب‏:‏ انَّ السيل يرأسُ الغُثاءَ؛ وهو جَمْعُه إياه ثم احتمالُه، والأصَحُّ أنَّ الرَّوائسَ في الشِّعْرِ أعالي الأودِيَة؛ الواحِد‏:‏ رائسٌ‏.‏

والرّائسُ‏:‏ جَبَلٌ في البَحْرِ بَحْرِ الشَّأْمِ، قال النعمان بن بن بشير الأنصاريّ رضي الله عنه‏:‏

وأمْسَتْ ومن دُونها رائسٌ *** فأيّانَ من بَعْدُ تَنْتابُها

ورائسٌ‏:‏ بئر لبني فَزازة أيضًا‏.‏

والرائس والمَرؤوس‏:‏ الوالي والرعيَّة‏.‏

وقال الفرّاء‏:‏ رجُلٌ مَرْؤوس‏:‏ الذي شَهوَتُه في رأسه وليس عنده شيء غير ذلك‏.‏

وقولُهم‏:‏ أنت على رئاس أمرِك‏:‏ أي اوَّلِه، والعامة تقول‏:‏ على رأسِ أمرِك‏.‏

ورِئاس السيف‏:‏ مَقْبِضُه، وقيل‏:‏ قَبيعَتُه؛ وهذه أصَحُّ، قال تميم بن أُبَيِّ بن مُقْبِل‏:‏

وليلَةٍ قد جَعَلْتُ الصُبْحَ مَوْعِدَها *** بصُدْرَةِ العَنْسِ حتى تَعْرِفَ السَّدَفا

ثمَّ اضْطَغَنْتُ سِلاحي عند مَغْرِضِها *** ومِرْفَقٍ كرِئاسِ السَّيْفِ إذْ شَسَفا

ويُقال‏:‏ أقرِضني عشرةً برُؤوسِها‏:‏ أي قرضًا لا رِبْحَ فيه إلاّ رأسُ المال‏.‏

وبنو رُؤاسٍ -بالضم-‏:‏ حَيٌّ من عامِر بن صَعْصَعَة، وهو رُؤاس بن كلاب بن ربيعة بن عامِر بن صَعْصَعَة بن مُعاوِيَة بن بكر بن هوازن بن منصور بن عِكْرِمَة بن خَصَفَة بن قيس عَيْلانَ‏.‏ واسمُ رُؤاسٍ‏:‏ الحارِث، منهم أبو دُوَاد الرُّؤاسِيُّ؛ واسمُه‏:‏ يَزيد بن معاوية بن عمرو بن قيس بن عُبَيد بن رُؤاس؛ الشّاعِر‏.‏

ورَأَّسْتُه تَرْئيسًا‏:‏ أي جَعَلْتُهُ رئيسًا، قال‏:‏

سأَلْتُ موسى القَيِّمَ المُرَأَّسا *** في الأرضِ خَمْسَ أذْرُعٍ فَنَكَّسا

والمُرَأَّسُ‏:‏ الأسد، وقال كُثَيِّر‏:‏

مُدِلٌّ بِوادي ذي حِماسَ مُرَأَّسٌ *** بخَبْتِ العَرِيْنِ جائبُ العَيْنِ أشْهَلُ

والمُرَئِّسُ من الإبل‏:‏ البعير الذي لم يَبْقَ له طِرْقٌ إلاّ في رأسِه‏.‏

والضَّبُّ رُبَّما رأسُ الأفعى ورُبَّما ذَنَّبَها‏:‏ وذلك أنَّ الأفعى تأتي جُحْرَ الضَّبِّ فَتَحْرِشُه، فَيَخْرُجُ أحيانًا بِرَأسِه مُسْتَقْبِلَها؛ فيُقال‏:‏ خَرَجَ مُرَئِّسًا‏.‏ ورُبَّما احْتَرَشَه الرَّجُلُ فَيَجْعَلُ عودًا في فَمِ جُحْرِه فَيَحْسِبُه أفعى فَيَخرُجُ مُذَنِّبًا أو مُرَئِّسًا‏.‏

وارتأسَني فلان وارتَكَسَني واعْتَكَسَني واعْتَرَسَني واكْتَأسَني‏:‏ أي شَغَلَني، وأصْلُه أخذٌ بالرَّقَبَةِ وخَفْضُها إلى الأرض‏.‏

وقيل في قول رؤبة‏:‏

وابن هُرَيْمٍ والرَّئيسُ مُرْتاسْ *** للمُصْعَبَاتِ والأُسُوْدِ فَرّاسْ

أصلُه الهَمْز؛ وهو مُرْتَئس، فَتَرَكَ الهَمْزَ لِيَسْلَمَ له الرِّدْف وهو الألِف، ونَذكُرُ -إن شاء الله تعالى- القول الثاني في تركيب ر ي س‏.‏

وارْتَأسَ وَتَرَأَّسَ‏:‏ صارَ رئيسًا‏.‏

والمُرَائسُ من الإبل‏:‏ مثل المُرَئِّس‏.‏

ورجَل مُرَائس خَلْفَ القوم في القتال‏:‏ أي مُتَخَلِّفٌ عنهم‏.‏

والتركيب يدل على تَجَمُّعٍ وارتِفاع‏.‏

ربس

رَبَسَ قِرْبَتَهُ رَبْساَ‏:‏ إذا ملأها‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ أصْلُ الرَّبْسِ‏:‏ الضَّرْبُ باليَدَين، يقال‏:‏ رَبَسَهُ بِيَدَيه‏:‏ إذا ضَرَبَهُ بهما‏.‏

وداهِيَة رَبْساءَ‏:‏ أي شديدة‏.‏

ورَبْسى -مثال عَطْشى-‏:‏ فَرَسٌ كانَ لبني العَنْبَر، قال المَرّار العَنْبَري‏:‏

وَرِثْتُ عن رَبِّ الكُمَيْتِ مَنْصبا *** وَرِثْتُ رَبْسى ووَرِثْتُ دَوْأبا

رِباطَ صِدْقٍ لم يَكُنْ مُؤْتَشَبا ***

والرَّبِيْسُ‏:‏ الشجاع، قال‏:‏

ومِثلي لُزَّ بالحَمِسِ الرَّبِيْسِ ***

وكِيْس رَبِيْسٌ ورَبِيزٌ‏:‏ أي مُكْتَنِز أعْجَرُ، وكذلك العُنْقود؛ ومعناه انْهضام حَبِّه وتَدَاخُلُ بَعضِهِ في بَعض‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ الرَّبِيْس‏:‏ المضروب أو المُصاب بمال أو غيرِه‏.‏

والرَّبِيْس والرَّبْس والرِّبْس‏:‏ الداهِيَة‏.‏

ويقال‏:‏ جاءَ بمالٍ رِبْسٍ‏:‏ أي كثير، قالَه ابن الأعرابي‏.‏

وقال أبو زيد‏:‏ يقال جِئْتَ بأُمُورٍ رُبْسٍ -بالضم- ودُمْسٍ‏:‏ أي عِظَامٍ؛ وهي الدواهي، قال العجّاج يمدح عبد الملك بن مروان‏:‏

ويَفْصِلونَ اللَّبْسَ بَعْدَ اللَّبْسِ *** من الأُمُورِ الرُّبْسِ بَعْدَ الرُّبْسِ

وقال ابن عبّاد‏:‏ الرِّبْسَة من النساء‏:‏ القبيحة الوَسِخَة‏.‏

والرِّيْبَاس‏:‏ نَبْتٌ شديد الحُمُوضة، وورَقُه عريض‏.‏

والإرتِباس والإرتِباز‏:‏ الاختلاط والإكتناز في اللحم وغيره‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ ارْبَسَّ ارْبِسَاسًا‏:‏ إذا ذَهَبَ في الأرض‏.‏ وارْبَسَّ امْرُهم وارْبَثَّ‏:‏ أي ضَعُفَ حتى تفَرَّقوا‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ الارْبِسَاس‏:‏ المُرَاغَمَة والتَّصَرُّف، وهو الاسْتِئْخار أيضًا‏.‏

والتركيب يدل على الضَّرب باليدين، وقد شَذَّ عن هذا التركيب الارْبِساس والرِّيْبَاس‏.‏

ربتس

الرَّبْتَس بن عامِر بن حِصن بن خَرَشَة بن حَيَّة الطائي- رضي الله عنه-‏:‏ وَفَدَ على النبي -صلى الله عليه وسلّم-‏.‏

رجس

الرَّجْس -بالفتح-‏:‏ الصوت الشديد من الرعد ومن هدير البعير، يقال‏:‏ رَجَسَتِ السماءُ تَرْجَسَ -بالضم-‏:‏ إذا رَعَدَت وتَمَخَّضَت، وسَحَابٌ راجِس ورجّاس، قال العجّاج يَصِف المَنازِل‏:‏

غَيَّرَها عَطْفُ السِّنِيْنَ أحْرُسا *** وكُلُّ رَجّاس يَسُوْقُ الرُّجَّسا

وكذلك بعير رَجّاس ورَجُوْس ومِرْجَس -بكسر الميم- أيضًا، قال رؤبة‏:‏

وإن لَقِيْتَ العُلجَ الرَّفُوْسا *** مُسْتَصْعِبًا ذا صاهِلٍ شَمُوْسا

هَدَرْتُ هَدْرًا يُسْكِتُ الجُرُوْسا *** بَخْبَاخُهُ والباذِخَ الرَّجُوْسا

وقال رؤبة -أيضًا- يَصِفُ الأسد‏:‏

ليسَ له إلاّ الزئيرَ أحْرَاسْ *** كما يَرُجُّ الرَّعْدَ أحْوى رَجّاسْ

والرَّجّاس -أيضًا-‏:‏ البحر، سُمِّيَ بذلك لصَوتِ مَوْجِه أو لارْتِجاسِه واضطرابه، كما سُمِّيَ رَجَّافًا لرَجَفانِه‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ يقال هذا راجِسٌ حَسَن‏:‏ أي راعِدٌ حَسَن‏.‏

ويقال‏:‏ هم في مَرْجوسَةٍ من أمرهم ومَرْجوساءَ من أمْرِهم‏:‏ أي في اختِلاطٍ والْتِباس‏.‏

والمِرْجاس‏:‏ حَجَرٌ يُشَدُّ في طَرَف حَبْل ثم يُدَلّى في البِئْر فَتُمْخَضُ الحَمْأةُ حتى تَثْورَ ثم يَسْتَقى ذلك الماءُ فَتُنَقّى البِئْرُ، قال‏:‏

إذا رَأوْا كَرِيْهَةً يَرْمُوْنَ بيْ *** رَمْيَكَ بالمِرْجاسِ في قَعْرِ الطَّوِيْ

وقال ابن الأعرابي‏:‏ المِرْجاس والمِرْداس‏:‏ حَجَرٌ يُلْقى في جوف البئر ليُعْلَمَ بصَوْتِه قَدْرُ قَعْرِ البِئر وعُمقِها أو لِيُعْلَمَ أفيها ماءٌ أم لا‏.‏ والرّاجِسُ‏:‏ الذي يَرْمي بالمِرجاسِ في البِئْر، قال‏:‏

أدْلَيْتُ دَلْوي في صَرىً مُشَاوِسِ *** فَبَلَّغَتْني بَعْدَ رَجْسٍ الرّاجِسِ

سَجْلًا عليهِ جِيَفُ الخَنَافِسِ ***

والرِّجْس -بالكسر- والرَّجَس -بالتحريك- والرَّجِس -مثال كَتِف- القذِر، يقال‏:‏ رِجْسٌ نِجْس ورجَس نَجَس ورَجِس نَجِس؛ إتْباعٌ‏.‏ وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول إذا دَخَلَ الخَلاءَ‏:‏ اللّهُمَّ إني أعوذُ بِكَ من الرِِّجْسِ النِّجْسِ الخَبيثِ المُخْبِثِ الشيطان الرجيم، اللهم إني أعوذ بك من الخُبُثِ والخَبَائِث‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏رِجْسٌ أو فِسْقًا‏}‏، قال الأزهَري‏:‏ الرِّجْسُ اسْمٌ لكلِّ ما اسْتُقذِرَ من العَمَل‏.‏ ويقال‏:‏ الرِّجس‏:‏ المَأثَمُ، يقال‏:‏ رَجِسَ الرجُلُ يَرْجَسُ- مثال سَمِعَ يَسْمَعُ‏؟‏ رَجَسًا -بالتحريك- ورَجُسَ يَرْجُسُ -مثال كَرُمَ يكْرُمُ- رَجَاسَةً‏:‏ إذا عَمِلَ عملًا قبيحاَ‏.‏

وقال بعضهم في قول الله تعالى‏:‏ ‏{‏فَزادَتْهُم رِجْسًا إلى رِجْسِهم‏}‏ أي كُفْرًا إلى كُفْرِهم‏.‏

والرِّجْسُ‏:‏ العملُ الذي يؤدي إلى العَذاب والعِقاب‏.‏

وقيلَ في قَولِهِ تعالى‏:‏ ‏{‏ويَجْعَل الرِّجْسَ على الذين لا يَعْقِلون‏}‏‏:‏ إنَّه العِقابُ والغَضَب، وهو مُضارِع لقولِهِ تعالى‏:‏ ‏{‏رِجْزًا من السَّمَاء‏}‏، ولعلَّهما لُغَتان، أُبْدِلَت السِّين زايًا، كما قالوا للأزْدِ‏:‏ الأسْدُ‏.‏ وقيل معناه اللعنةُ في الدُنيا والعذاب في الآخِرَة‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ رَجَسَه عن الأمر يَرْجُسُه ويَرْجِسُه‏:‏ أي عاقَه‏.‏

والنَّرْجِس‏:‏ هذا المَشْمُوْم، وهو مُعَرَّب نَرْكِسُ، والنون فيه زائِدَة لأنَّه ليس في الكلام فَعْلِل، وفي الكلام نَفْعِل، ولو سَمَّيْتَ بهِ رَجُلًا لم تَصْرِفْه، لأنَّه مِثْل نَضْرِب، ولو كان في الأسماء شيء على مِثال فَعْلِلٍ لصَرَفْناه، كما صَرَفْنا نَهْشَلًا لأنَّ في الأسماءِ فَعْلَلًا مِثْل جَعْفَر‏.‏ وقال أبو عُمَر‏:‏ النِّرْجِسُ -بكسر النون- لغةٌ في فَتْحِها‏.‏

وأرْجَسَ الرَّجُلُ‏:‏ إذا قَدَّرَ الماء بالمِرْجاس، مِثْل رَجَسَ‏.‏

وارْتَجَسَتِ السَّماءُ‏:‏ إذا رَعَدَتْ‏.‏

والارْتِجاس والارْتِجاج‏:‏ الرَّجَفَان، ولَمّا وُلِدَ النبي- صلى الله عليه وسلّم -ارْتَجَسَ إيْوَانُ كِسْرى فَسَقَطَت منه أرْبَعَ عَشْرَةَ شُرْفَةً‏.‏

وقد كُتِبَ الحديث بتمامِه في تركيب و ب ذ‏.‏

والتركيب يدل على اختلاط‏.‏

رحمس

أبو عمرو‏:‏ الرُّحَامِس والحُمارِس والرُّماحِسُ والقُدَاحِسُ‏:‏ كُلُّ ذلك من نَعْتِ الجريء الشُّجَاع‏.‏

رخس

عُتْبَة بن سعيد بن رَخْس‏:‏ من رَواة الحديث‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ أرْخَسْتُ السِّعْرَ وأرخَصْتُه‏:‏ بمعنىً واحِدٍ‏.‏

ردس

رَدَستُ القومَ أرْدُسُهم رَدْسًا‏:‏ إذا رَمَيْتَهُم بِحَجَر، قال‏:‏

إذا أخوك لَواكَ الحَقَّ مُعْتَرِضا *** فارْدُسْ أخاكً بعِبءٍ مِثْلِ عَتّابِ

يعني‏:‏ مثل بني عَتّابٍ‏.‏

وقال الخليل‏:‏ الرَّدْسُ دَكُّكَ حائطًا أو أرْضًا أو مَدَرًا بشَيءٍ صُلْب عَريض يقال له المِرْدَس والمِرْدَاس، قال العجّاج‏:‏

يُغَمِّدُ الأعداء جَوْزًا مِرْدَسا *** وهامَةً ومَنْكِبًا مُفَرْدَسا

وقال رؤبة‏:‏

هناك مِرْدانا مِدَقٌ مِرْداسْ ***

وقال ابن دريد‏:‏ الرَّدْس‏:‏ أن تضرِبَ حجرًا بحَجَرٍ أو صخرة بصخرة حتى تَكسِرَها، تقول‏:‏ رَدَسْتُ الحَجَرَ بالحَجَرِ أردِسُه وأردُسُه رَدْساء قال‏:‏ ومنه اشتقاق اسم مِرْداس، وهو مِفعالٌ من ذلك‏.‏

وعباس بن مرداس السُّلَمي -رضي الله عنه-‏:‏ له صحبة، وكان من المؤلَّفة قلوبهم، وهو عباس بن مِرداس بن أبي عامِر بن جارية بن عبد بن عبس بن رِفاعة بن الحارث بن بُهْثة بن سُلَيم بن منصور بن عِكرِمة بن خَصَفة بن قيس عَيلان‏.‏

والمِرداس -أيضًا-‏:‏ الرَّأس، قال الطِرماح يَصِف ناقَتَه‏:‏

نَزَت شُعَب النَّسَا منها الأعالي *** بِجانِب صَفْحِ مِطْحَرَةٍ زَبُوْنِ

تَشُقُّ مُغَمّضاتِ اللَّيل عنها *** إذا اطَّرَقَتْ بِمِرْداسِ رَعُوْنِ

أي بِرأسٍ تَرْدُسُ به‏:‏ أي تدفع، والرَّعون‏:‏ المتحرِّك‏.‏

ورجل رِدِّيس‏:‏ أي دفوع، وكذلك الرَّدُوْس، قال رؤبة‏:‏

إذا أمَرَّ المَنْكِبَ الرَّدُوْسا *** ذا الرُّكْنِ والخَيّاطَةَ اللَّطُوْسا

وكاهِلًا ذا بِرْكَةٍ هَرُوْسا *** لاقَيْنَ منه حَمِسًا حَمِيْسا

ويقال‏:‏ ما أدري أينَ رَدَسَ به‏:‏ أي أين ذَهَبَ به‏.‏

والمُرَادَسَة‏:‏ المُرَاماةُ‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ تَرَدَّسَ الشَّيء من مكانه وتَرَدّى‏:‏ بمعنىً واحِد‏.‏

والتركيب يدل على ضَرْبِ شيءٍ بشَيْء‏.‏

رذس

روذِس‏:‏ جزيرة ببلاد الروم‏.‏ وغَزَا معاوية -رضي الله عنه- قُبْرُسَ وروذِس‏.‏ وروذِس مَقَابَلَة الإسكندرية على ليلةٍ منها‏.‏

رسس

أبو عُبَيد‏:‏ الرَّسُّ‏:‏ إبتداء الشيء، ومنه رَسُّ الحُمّى ورَسيسُها‏.‏ قال عَبْدة بن الطَّبيب العَبْشَميّ‏:‏

فَخَامَرَ القَلْبَ من تَرْجيعِ ذِكْرَتِها *** رَسٌّ لطيفٌ ورَهْنُ منكِ مَكْبولُ

رَسٌ كَرَسِّ أخي الحُمّى إذا غَبَرَتْ *** يومًا تَأوَّبَهُ منها عَقابِيلُ

وهُما أوَّلُ مَسِّها، وقال رؤبة‏:‏

وجُلِّ لَيْلٍ يُحْسَبُ السَّدُوْسا *** يَسْتَمِعُ السّاري به الجُرُوْسا

هَمَاهِمًا يُسْهِرْنَ أو رَسِيْسا ***

وقال ذو الرمَّة‏:‏

إذا غَيَّرَ النَّأيُ المُحِبِّينَ لم أجِدْ *** رَسِيْسَ الهَوى من ذِكْرِ مَيَّةَ يَبْرَحُ

وأتانا رَسيسٌ من خَبَر، وهو الخَبَر الذي لم يَصِحَّ‏.‏

وقال أبو عمرو‏:‏ الرَّسِيْسُ‏:‏ العاقِل الفَطِن‏.‏

والرَّسيسُ‏:‏ الشيء الثابت‏.‏

والرَّسُّ‏:‏ البئر المطويَّة بالحِجارة‏.‏

والرَّسُ‏:‏ اسم بئرٍ كانت لبَقِيّة من ثمود، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وأصْحَابُ الرَّسِّ‏}‏ رُوِيَ أنَّهم كَذَّبوا نبيَّهُم ورَسُّوْه في بِئرٍ‏:‏ أي دَسُّوهْ فيها‏.‏

والرَّسُّ‏:‏ اسم وادٍ بِنَجْدٍ، وكذلك الرُّسَيْسُ -مصغَّرًا-، قال زهير بن أبي سُلمى‏:‏

بَكَرْنَ بُكُورًا واسْتَحَرْنَ بسُحْرَةٍ *** فَهُنُّ ووادي الرَّسِّ كاليَدِ للفَمِ

وقال زهير أيضًا‏:‏

لِمَن طَلَلٌ كالوَحْيِ عافٍ منازِلُهْ *** عَفا الرَّسُّ منه فالرسيس فَعَاقِلُه

ورَسَسْتُ رَسًّا‏:‏ أي حَفَرْتُ بِئرًا‏.‏

والرَّسُّ‏:‏ الإصلاح بين الناس، والإفساد أيضًا، وقد رَسَسْتُ بينهم، وهو من الأضداد، قال ابن فارِس‏:‏ وأيَّ ذلك كان فإنَّه إثبات عداوة أو مودّة‏.‏

وقال الليث‏:‏ الرَّسُّ في القوافي‏:‏ حركة الحرف الذي بعد ألِف التأسيس، نحوَ حَرَكَة عين فاعِلٍ في القافية كيفَ ما تحرَّكَت حَرَكَتُها جازَت وكانت رَسًّا للألف‏.‏ وقال أيضًا‏:‏ الرَّسُّ‏:‏ صرف الجزء الذي بعدَ ألِف التأسيس‏.‏ وقال الحُذّاق‏:‏ هو فتحة قبل التّأسيس، وقد ذَكَرَها الخليل والأخفَش‏.‏ وكان الجَرْميُّ يقول‏:‏ لا حاجة إلى ذِكرِ الرَّسِّ، لأنَّ ما قبلَ الألِف لا يكون إلاّ مفتوحًا، وهذا قولٌ حَسَن، إذْ كانوا أوقَعوا التَّشْبيهَ على ما تَلْزَم إعادَتُه، فإذا فُقِدَ أخَلَّ، وهذه حركة لا يَجوزُ عندهم أنْ تكونَ غير الفتحة، فلا حاجَة إلى ذِكرِها فيما يَلْزَم‏.‏

ورّسّسْتُ المَيِّتَ رَسًّا‏:‏ قَبَرْتُه‏.‏

ورَسَّ فلان خَبَرَ القوم‏:‏ إذا لَقِيَهُم وتَعرَّفَ أمورهم‏.‏

وفلانٌ يَرُسُّ الحديث في نَفْسِه‏:‏ أي يُحَدِّث به نفْسَه‏.‏ ومنه حديث إبراهيم بن يزيد النَّخَعِي أنَّه قال‏:‏ إن كانت الليلة لَتطولُ عَلَيَّ حتى ألْقاهُم، وإن كُنتُ لأرُسُّه في نفسي؛ وأُحَدِّثُ به الخادِم‏.‏ قوله ‏"‏أُحَدِّثُ به الخادِمَ‏"‏ أي اسُتَذكِر الحديثَ بذلك‏.‏ وقال شَمِرُ‏:‏ قيل أرُسُّه‏:‏ أُثْبِتُه‏.‏ وقال الفرّاء‏:‏ أي أُرَدِّدُه وأُعاوِد ذِكْرَه؛ ولم يُرِد أبْتَدِئُه، يصِف تهالُكَه على العِلم وأنَّ ليلته تطول عليه لمفارَقَتِه أصحابَه؛ وتشاغُلَه بالفِكْرِ فيه، و‏"‏إنْ‏"‏ هي المُخَفَّفَة من الثقيلة، واللام فاصِلَة بينها وبين النافية‏.‏

وفي حديث العجّاج‏:‏ أنّه دَخَلَ عليه النعمان بن زَرْعَة، فقال له‏:‏ أمِنْ أهلِ الرَّسِّ والنَّسِّ والرَّهْمَسَة والبَرْجَمَة؛ أو من أهل النجوى والشكوى؛ أو من أهل المَحاشِد والمَخاطِب والمَراتِب‏؟‏ فقال‏:‏ اصلَحَ الله الأمير؛ بل شَرٌّ من ذلك كله أجمَع، فقال‏:‏ والله لو وَجَدْتَ إلى دَمِكَ فاكَرِشٍ لَشَرِبَتْ البطحاء مِنْكَ‏.‏ هو مِنْ‏:‏ رَسَّ بين القوم‏:‏ إذا أفْسَدَ؛ لأنَّه إثْبات للعداوة، أو مِن‏:‏ رَسَّ الحديثَ في نفسِه‏:‏ إذا حدّثها به وأثْبَتَه فيها، أو مِنْ‏:‏ رَسَّ فلان خَبَرَ القوم‏:‏ إذا لَقِيَهُم وتعرَّفَ أمورَهُم؛ لأنَّه يُثْبِتْهُ بذلك في معرِفَتِه، وقيل‏:‏ هو مِن قولِهِم‏:‏ عِندي رَسٌ من خَبَرٍ‏:‏ أي ذَرْوٌ منه؛ والمُراد‏:‏ التعريض بالشَّتْم؛ لأنَّ المُعَرِّضَ بالقَول يأتي ببَعْضِه دونَ كُلِّه‏.‏

والرَّسُّ والرَّزُّ‏:‏ أخَوَانِ‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ الرَّسَّة -بالفتح-‏:‏ الساريَة المُحْكَمَة‏.‏

والرُّسَّة -بالضم-‏:‏ القَلَنْسُوَة، وأنشد‏:‏

أفلَحَ مَن كانت له ثِرْعامَه *** ورُسَّةٌ يُدْخِلُ فيها هامَهْ

الثِّرْعامَة‏:‏ المرأة‏.‏ وقال ابن عبّاد‏:‏ الأرْسُوْسَة‏:‏ قَلَنْسُوَة توضَع على الهامَة‏.‏

وقال غيرُه‏:‏ الرُّسّى -مثال قولهم‏:‏ شاةٌ رُبّى-‏:‏ الهضبة‏.‏

وقال ابن الكَلْبيِّ في جَمْهَرَةِ نَسَب كِنانة‏:‏ وَلَدَ عمرو بن الحارِث بن مالِك بن كِنانَة‏:‏ الفاكِهَ والنَّوَّاحَ -واسْمُه نَصْر- والشُّرْخُمَ وعَبْسًا؛ منهم عبد الرحمن بن الرُّماحِسِ بن الرُّسارِس بن السَّكران بن وافِد بن هاجِر بن عُرَيْنَة بن وائلَة بن الفاكِه بن عمرو‏.‏

ويقال‏:‏ هم يَتَرَاسُّوْنَ الخَبَر‏:‏ أي يَتَسَارُّونَ‏.‏

ورَسْرَسَ البعير‏:‏ أي تمكَّن للنُّهوض‏.‏ ويُرْوى قول حُمَيد بن ثَوْرٍ -رضي الله عنه- يَصِفُ بعيرًا‏:‏

ورَسْرَسَ في صُمِّ الحَصى ثَفِنَاتُهُ *** وَرَامَ بسَلمى أمْرَه ثم صَمَّما

ويُروى‏:‏ وحَصْحَصَ، وهذه الرواية أكثر وأشهَر، قال أبو عمرو‏:‏ حَصْحَصَ‏:‏ حَرَّكَ؛ وقيل‏:‏ أثَّرَ‏.‏

والمُرَاسَّة‏:‏ المُفاتَحَة‏.‏ وفي حديث سَلَمَة بن الأكوَع -رضي الله عنه- أنَّه قال‏:‏ قَدِمْنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- الحُدَيْبِيَّةَ، فَقَعَد على جَبَاها فَسَقَيْنا واسْتَقَيْنا، ثم انَّ المُشْرِكِيْنَ راسُّوْنا الصُّلْحَ حتى مشى بعضُنا إلى بعضٍ، فاصْطَلَحْنا‏.‏

والتركيب يدل على ثباتٍ‏.‏

رطس

ابن دريد‏:‏ الرَّطس‏:‏ الضَّرب بباطن الكف‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ أرْطَسَتْ عليهِ بالحِجارَة‏:‏ تَطابَقَ بَعْضُها فوق بعض‏.‏

رعس

الرَّعْسُ‏:‏ الارتعاش والانتفاض، قال‏:‏

والمَشْرَفيُّ في الأكُفِّ الرُّعَّسِ *** بمَوْطِنٍ يُنْبِطُ فيه المُحْتَسي

بالقَلَعِيّاتِ نِطافَ الأنفُسِ ***

وقال أبو عمرو‏:‏ الرَّعَسَان‏:‏ تحريك الرأس من الكِبَرِ، وأنشد لِنَبْهان‏:‏

أرادوا جَلائي يَوْمَ فَيْدَ وقَرَّبُوا *** لحىً ورُؤوسًا للشَّهادَة تَرْعَسُ

سَيَعْلَمُ مَنْ يَنْوي جَلائي أنَّني *** أرِيْبٌ بأكنافِ النُّضَيْضِ حَبَلْبَسُ

وقال الفرّاء‏:‏ رَعَسْتُ في المشْي أرْعَسُ‏:‏ إذا مَشَيْتُ مَشْيًَا ضعيفًا من إعياءٍ أو غيرِه‏.‏

والرَّعُوس‏:‏ الذي يَرْجُفُ رأسُه من النُّعاس، قال رؤبة‏:‏

عَلَوْتُ حينَ يُخْضِعُ الرَّعُوْسا *** أغْيَدُ يَسْقي مَوْتَهُ النَّعُوْسا

من طُوْل تَسْهِيْدِ الكَرى كُؤُوْسا ***

أرادَ بالأغْيَدِ النَّوْمَ؛ وذلك أنَّه يُلِيْنُ الأعناق حتى تَمِيْلَ‏.‏

وناقةٌ رَعُوْسٌ أيضًا‏:‏ وهي التي يرجِفُ رأسُها مِنَ الكِبَر، والتي تُحَرِّكُ رأسَها إذا عَدَت نشاطًا‏.‏ وقال ابن عبّاد‏:‏ ناقَةٌ رَعُوْسٌ‏:‏ أي سَريعَة رَجْع اليَدَيْن والقوائِم‏.‏

ورُمْحٌ رَعْوس ورَعّاس‏:‏ إذا كان لَدْنَ المَهَزَّةِ عَرّاصًا شديدَ الاضطِرابِ‏.‏

والرَّعِيْس‏:‏ البعير الذي تُشَدُّ يَدُه إلى رِجْلِه، وقيل هو المُضْطَرِب في سَيْرِه‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ المِرْعَسُ -بكسر الميم-‏:‏ الرَّجُلُ الخَسيسُ القَشّاشُ، والقَشّاشُ الذي يَلتَقِطُ الطعامَ الذي لا خَيْرَ فيه من المزابِل‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ ناقَةٌ راعِسَة‏:‏ أي نشيطة، قال الكُمَيْت يمدح مَسْلَمَة بن هِشام‏:‏

أرى الناسَ قد مالَتْ إلأيكَ طُلاهُمُ *** ونَصُّوا إليكَ الواسِجاتِ الرَّواعِسا

وأرْعَسَه‏:‏ أي أرْعَشَه، قال العجّاج يَصِف سيفًا‏:‏

يُذري بإِرْعاسِ يَمينِ المُؤتَلي *** خُضُمَّةَ الدّارِعِ هَذَّ المُخْتَلي

سُوْقَ الحَصَادِ بغُرُوْبِ المِنْجَلِ ***

ويُروى‏:‏ بإِرعاش -بالشين المُعجَمَة-‏.‏

والارْتِعاس‏:‏ الارْتِعاش والارْتِعاد‏.‏

والتركيب يدل على الضَّعْف‏.‏

رغس

الرَّغْسُ‏:‏ النَّعْمَة، والجَمْع‏:‏ أرْغاس، قال رؤبة يمدح أبانَ بن الوليد البَجَليّ‏:‏

كالغيثِ يَحْيا في ثَرَاهُ البُؤّاسْ *** تَرَاه مَنْضُورًا عليه الأرْغاسْ

البُؤّاس‏:‏ الفقراء، جمع بائسٍ‏.‏

والرَّغْسُ‏:‏ الخير والنَماء والبَرَكة، يقال رؤبة يمدح أبانَ بن الوليد البَجَليّ أيضًا‏:‏

دَعَوْتُ رَبَّ العِزَّةِ القُدُّوْسا *** دُعَاءَ مَنْ لا يَقْرَعُ النّاقُوْسا

حتى أراني وَجْهَكَ المَرْغُوسا ***

ويقال‏:‏ هم في مَرْغوسَةٍ مِن أمرِهِم ومَرْجوسَةٍ مِن أمرِهِم ومَرْجوسَاءَ مِن أمرِهِم‏:‏ أي في اختلاطٍ والتباس‏.‏

وقال الليث‏:‏ امرأةٌ مرغوسَة‏:‏ أي وَلُوْدٌ‏.‏

ورَجُلٌ مَرْغوس‏:‏ كثير الخَيْر‏.‏

ويقال‏:‏ كانوا قليلًا فَرَغَسَهم الله‏:‏ أي كَثَّرَهُم وأنماهُم، وكذلك هو في الحَسَب وغيرِه، قال العجّاج‏:‏

حتى احْتَضَرْنا بَعْدَ سَيْرٍ حَدْسِ *** إمامَ رَغْسٍ في نِصَابٍ رَغْسِ

مَلَّكّهُ اللهُ بغَيْر نَحْسِ *** خَليفَةً ساسَ بغَيْرِ تَعْسِ

وكذلك هو في النِّصَاب، وهو الأصل، ويُقال‏:‏ رَغَسَهُ اللهُ مالًا‏:‏ أي أكْثَرَ له فيه، قاله الأموي‏.‏ ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «أنَّ رجُلًا رَغَسَهُ اللهُ مالًا ووَلَدًا؛ حتى ذَهَبَ عَصْرٌ وجاءَ عَصْرٌ، فلمّا حَضَرَتْهُ الوفاةُ قال‏:‏ أي بَنِيَّ؛ أيَّ أبٍ كُنتُ لكم‏؟‏ قالوا‏:‏ خَيْرَ أبٍ، قال‏:‏ فَهَل أنْتُم مُطِيْعِيَّ‏.‏ قالوا‏:‏ نعم، قال‏:‏ إذا مُتُّ فَحَرِّقُوني -ويُرْوى‏:‏ فأحرِقوني- حتى تدعوني فحمًا -ويروى‏:‏ حتى إذا صِرْتُ حُمَمَةً- ثم اذْرُوْني في البَحْر -ويروى‏:‏ ثم اذْرُوا نِصْفَه في البَرِّ ونِصْفَه في البَحْرِّ- لعلّي أضِلُّ اللهَ، فواللهِ لئنْ قَدَرَ اللهُ عَلَيَّ لَيُعَذِّبَنّي عَذابًا لا يُعَذِّبه أحدًا من العالَمِين، فَفَعَلوا ذلك، فأمَرَ اللهُ البَرَّ فَجَمَعَ ما فيه وأمَرَ البَحْرَ فَجَمَعَ ما فيه، فقال‏:‏ كُنْ، فكانَ، فقال‏:‏ لِمَ فَعَلْتَ هذا‏؟‏ فقال‏:‏ من خَشْيَتِكِ يا رَبِّ وأنْتَ أعْلَمُ، فَغَفَرَ اللهُ له»‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ يقال‏:‏ المُرْغِسُ الذي يُنَعِّمُ نَفْسَه‏.‏

وعَيْشٌ مُرْغِسٌ ومُرْغَسٌ‏:‏ أي واسِعٌ‏.‏

ويقال‏:‏ اسْتَرْغَسَ فلانٌ فلانا‏:‏ أي اسْتَلانَه‏.‏

والتركيب يدل على بركة ونماء‏.‏

رفس

ابن دريد‏:‏ الرَّفسُ‏:‏ رَفْسُ الدابَّة، يقال‏:‏ رَفَسَ يَرْفِسُ ويَرْفُسُ رَفْسًا‏:‏ وهو الرَّكْضُ بِرِجْلِه، ودابّة رَفُوْس‏.‏

وقال الليث‏:‏ الرَّفْسَ‏:‏ الصَّدْمَة بالرِّجْلِ في الصَّدْرِ‏.‏

وقال ابن فارِس‏:‏ الرِّفَاس‏:‏ الإباض، وزادَ ابن عبّاد‏:‏ الذي يُشَدُّ به رِجْلُ البعير باركًا إلى وِرْكَيهِ‏.‏ وقال غيره‏:‏ يجوز أن يُشْتَقَّ منه الفعل فيقال‏:‏ رَفَسْتُه بالرِّفَاس كما يقال‏:‏ أبَضْتُه بالإباض وعَقَلْتُه بالعِقال وعَكَسْتُه بالعِكاس وعَرَسْتُه بالعِراس وَرَكَسْتُه بالرِكاس وحجَزْتُه بالحِجاز وسَنَفْتُهُ بالسِناف وَكَعَمْتُه بالكِعام وحجَمْتُهُ بالحِجام وَسَفَرْتُهُ بالسِّفار وخَطَمْتُهُ بالخِطام وزَمَمْتُهُ بالزِمَام وكَمَمْتُهُ بالكِمام وخَشَشْتُهُ بالخِشاش وَعَرَنْتُهُ بالعِران وهَجَرْتُهُ بالهِجار وَرَفَقْتُهُ بالرِّفاق‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ يقولون عند البيع‏:‏ بَرِئْتُ إلَيْكَ من الرُّفَاس أي من رَفس الدابَّة‏.‏

رقس

مَرْقَسٌ- مثال مَرْثَد-‏:‏ شاعِر‏.‏

ومَرْقَسٌ‏:‏ لَقَبٌ‏.‏

وقال الآمِدِيّ‏:‏ مَرْقَسٌ -بفتح الميم والقاف والسين غير مُعجَمَة-‏:‏ طائيٌّ، أَحَد بني معَن بن عَتُود، شاعِر، ثم أحَدُ بَني حُيَيِّ بن مَعْن، واسمه عبد الرحمن، القائل في أُرْجوزَةٍ‏:‏

تَقَارَعَتْ مَعْنٌ قِراعًا صُلْبا *** قِرَاعَ قَوْمٍ يُحْسِنونَ الضَّرْبا

تَرى لدى الرَّوْع الغُلامَ الشَّطْبا *** إذا أحَسَّ وَجَعًا أو كَرْبا

دَنا فَما يَزْدادُ إلاّ قُرْبا *** تَمَرُّسَ الجَرْباءِ لاقَتْ جُرْبا

فإن كانَ وزنُهُ مَفْعَلًا فهذا موضِعُ ذِكرِهِ، وإن كان فَعْلَلًا فتركيب م ر ق س‏.‏

ركس

الرَّكْسُ‏:‏ رَدُّ الشيءِ مقلوبًا‏.‏ وقال الليث‏:‏ الرَّكْس‏:‏ قَلْبُ الشيءِ على رأسِهِ ورَدُّ أوَّلِه على آخِرِه‏.‏

والرِّكْس -بالكسر-‏:‏ الرِّجْس‏.‏ ومنه حديث ابن مسعود -رضي الله عنه- أنّه قال‏:‏ أتى النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلّم- الغائطَ، فأمَرَني أن آتيهِ بثلاثَةَ أحجارٍ، فَوَجَدْتُ حَجَرَين والْتَمَسْتُ الثالِثَ فلم أجِده، فأخَذْتُ رَوْثَةً فأتيتُه بها، فأخَذَ الحجَرَين وألقى الرَّوْثَةَ وقال‏:‏ إنَّها رِكْس‏.‏ سُمِّيَ رِكْسًا لأنَّه رُكِسَ من حالٍ إلى حال، وهو فِعْلٌ بمعنى مَفْعول، كما أنَّ الرَّجِيْع من رَجَعْتُه‏.‏

والرِّكْس -أيضًا-‏:‏ الكثير من الناس‏.‏

وقال الليث‏:‏ الرّاكِس‏:‏ الثور الذي يكون في وَسَطِ البَيْدَرِ حينَ يُدَاس؛ والثِّيران حَوَالَيهِ فهو يَرْتَكِس مَكَانَه، وإن كانت بَقَرَة فهي راكِسَة‏.‏

وراكِس‏:‏ وادٍ، قال النابغة الذبياني‏:‏

وَعِيْدُ أبي قابوسَ في غيرِ كُنْهِهِ *** أتاني ودُوني راكِسٌ فالضَّوَاجِعُ

وقال الكُمَيْت يمدح مَسْلَمَة بن هِشام‏:‏

أرى النِّيلَ يَسقي أهْلَ مِصْرَ وجاوَزَتْ *** مواهِبُ كَفَّيْكَ الجَريْبَ فَرَاكِسا

وقال العبّاس بن مِرداس -رضي الله عنه-‏:‏

لأسْماءَ رَسْمٌ أصْبَحَ اليَوْمَ دارِسا *** وأقفَرَ إلاّ رَحْرَحانَ فَراكِسا

والرَّكُوْسِيَّة‏:‏ فِرقة بين النصارى والصّابئين‏.‏ وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلّم- أنّه أتاه عَدِيّ بن حاتِم -رضي الله عنه- فَعَرَضَ عليه الإسلام، فقال له عَدِي إنّي من دِيْنٍ، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «انَّكَ تأكُلُ المِرْباعَ وهو لا يَحِلُّ لك، إنك من أهلٍ دينٍ يقال لهم الرَّكْوسِيَّة»‏.‏ ‏"‏من دِيْنٍ‏"‏‏:‏ أي من أهلِ دين‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ الرِّكَاسُ‏:‏ حَبْلٌ يُشَدُّ في خَطْم الجَمَل إلى رُسْغ يَدِه، فَيُضَيِّق عليه؛ فيبقى رأسُه مُعَلَّقًَا لِيَذِلَّ‏.‏

قال‏:‏ والرَّكّاسَة -وقيل‏:‏ الرِّكَاسَة-‏:‏ وهي ما أُدخِلَ في الأرض كأنَّه الآخِيَّة على الآري‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏واللهُ أرْكَسَهم‏}‏ أي نَكَّسَهم ورَدَّهُم في كُفْرِهِم‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ أرْكَسَتِ الجارِيَة‏:‏ إذا طَلَعَ ثَدْيُها؛ فإذا اجتَمَعَ وضَخُمَ فقد نَهَدَ‏.‏

وارْتَكَسَ فلان في أمر كان قد نَجا منه‏:‏ أي انْتَكَسَ وَوَقَعَ‏.‏

وارْتَكَسَ -أيضًا-‏:‏ ازْدَحَمَ‏.‏ ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «يأتي على الناس زمان خَيْرُ المالِ فيه غَنَم تأكُلُ من الشَّجَرِ وتَرِدُ الماءَ، يأكُلُ صاحِبُها من لُحُومِها ويَشْرَبُ من ألبانِها ويَلْبَسُ من أصوافِها، والفِتَنْ تَرْتَكِسُ بينَ جَراثيم العَرَب‏.‏ أي تَزْدَحِم»‏.‏

والتركيب يدل على قَلْبِ الشَيء على رأسِه ورَدّش أوَّلِه على آخِرِه‏.‏

رمحس

أبو عمرو‏:‏ الرُّماحِسُ والرُّحامِسُ والحُمارِسُ والقُدَاحِسُ‏:‏ كل ذلك نعت الشجاع والجريء‏.‏ وقال ابن الأعرابي كذلك‏.‏

ورُماحِسُ‏:‏ من الأعلام، وهو الرُّماحِسُ بن عبد العُزّى بن الرُّماحِسُ بن الرُّسارِس، كان على شُرطة مَروان بن محمد‏.‏

والرُّماحِسُ‏:‏ الأسد‏.‏

رمس

رَمَسْتُ عليه الخَبَرَ أرْمُسُه -بالضم- رَمْسًا‏:‏ كَتَمْتُه، قال لقيط بن زُرارَة في ابنتِه دَخْتَنَوْس وقُتِلَ يَوْمَ جَبَلَة‏:‏

يا لَيتَ شِعري عنكِ دَخْتَنَوْسُ *** إذا أتاكِ الخَبَرُ المَرْموسُ

أتَحْلِقُ القرونَ أم تَميس *** لا بَل تَميسُ إنَّها عَروسُ

فَجَزَّت قُرونها حينَ بَلَغَها مَهْلِكُ أبيها‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ الرَّمْس‏:‏ مصدرُ رَمَسْتُه أرْمُسُه رَمْسًا‏:‏ إذا دَفَنْتَه، وبه سُمِّيَت الرياح رَوَامِس، لأنَّها تَرْمُسُ الآثارَ أي تَدفِنُها، ثم كَثُرَ ذلك في كلامِهِم؛ فسُمِّيَ القبرُ رَمْسًا، والجمع أرماس ورُمُوْس‏.‏

وروي أنَّ عُبَيد بن سارِيَة قَدِمَ على معاوية -رضي الله عنه، وكان عَبَيد قد عُمِّرَ ثلاثمائة سنة- فسألَهُ عن أشياء فقال‏:‏ أعجَبُ ما رَأيتُه أنّي نَزَلتُ بحَيٍ من قُضاعَة، فَخَرَجوا بِجنازَةِ رَجُلٍ من عُذرة يقال له حُرَيث بن جَبَلَة، فَخَرَجْتُ معهم، حتى إذا وارَوه انْتَبَذْتُ جانِبًا من القومِ وعَيْنَايَ تَذْرِفانِ، ثمَّ تَمَثَّلْتُ بأبيات شِعْرٍ كُنتُ رُوِّيْتُها قبل ذلك‏:‏

يا قَلْبُ انَّكَ من أسْمَاءَ مَغْرورُ *** اذْكُرْ وهَل يَنْفَعَنْكَ اليومَ تَذكيرُ

قد بُحْتَ بالحُبِّ ما تُخفيه من أحدٍ *** حتى جَرَت بكَ إطلاقًا مَحاضيرُ

تَبغي أُمُورًا فما تَدري أعاجِلُها *** خَيْرٌ لنفسِكَ أمْ ما فيهِ تأخيرُ

فاسْتَقْدِرِ اللهَ خَيرًا وارْضَيَنَّ بهِ *** فَبينَما العُسْرُ إذا دارَت مَيَاسيرُ

وبينما المَرْءُ في الأحياءِ مُغْتَبِطا *** إذا هوَ الرَّمْسُ تَعْفُوهُ الأعاصيرُ

يبكي الغَريبُ عليهِ ليسَ يَعْرِفُهُ *** وذو قَرابَتِهِ في الحَيِّ مَسرورُ

حتى كأن لم يكن إلاّ تَذَكُّرُهُ *** والدَّهْرُ أيَّما حالٍ دَهارِيْرُ

فقال رجل إلى جَنبي يَسْمَعُ ما أقول‏:‏ يا عبد اللهِ من قائِلُ هذه الأبيات‏؟‏ قلتُ‏:‏ والذي أحلِفُ بِهِ ما أدري؛ قد رُوِّيْتُها مُنذُ زمانٍ، قال‏:‏ قائلها هذا الذي دَفَناه آنِفًا؛ وانَّ هذا ذو قرابَتِهِ أسَرّ النّاسَ بِمَوتِهِ وانَّكَ الغريبُ الذي وَصَفَ تبكي عليه‏.‏ فَعَجِبْتُ لِما ذَكَرَ في شِعرِهِ والدي صارَ إليه من قولِه، كأنَّه كان يَنظُرُ إلى قَبْرِه، فقُلتُ‏:‏ إنَّ البَلاءَ مُوَكَّلٌ بالمَنْطِقِ‏.‏ وأنشد المَرْزُبانيُّ الأبياتَ في رِواية أبي عُيَيْنَهَ المُهَلَّبي، ورَواها غيرُه لعُشٍ العُذْريِّ‏.‏

والرَّمْسُ -أيضًا-‏:‏ تُراب القَبْرِ، وهو في الأصل مَصدَر‏.‏

والمَرمَس‏:‏ موضع القبر، قال‏:‏

خَفْضٍ مَرْمَسي أو في يَفَاعٍ *** تُصَوِّتُ هامَتي في رأْسِ قَبْري

وقال ابن دريد‏:‏ المَرْمَس‏:‏ القبر بعينه، وأنشد‏:‏

وخَليلي في مَرْمَسٍ مدفونُ

وقال ابن شُمَيل‏:‏ إذا كان القبر مدمومًا مع الأرض فهو الرَّمْس، أي مُستَوياُ مع وجه الأرض، فإذا رُفِعَ عن وجه الأرض في السماء فلا يقال له رَمْس‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ الرياح الرَّوامِس والرّامِسات‏:‏ دوافِن الآثار، يقال‏:‏ رَمَسَتِ الرِّياح الآثار‏:‏ إذا دَفَنَتها، قال ذو الرُّمَّة‏:‏

ألَم تَسألِ اليومَ الرُّسُوم الدَّوارِس *** بِحُزْوى وهل تَدري القِفَارُ البَسابِس

متى العَهْدُ مِمَّن حَلَّها أو كم انقضى *** من الدَّهرِ مُذْ جَرَّت عليها الرَّوامِس

وقال النابغة الذبياني‏:‏

كأنَّ مَجَرّ الرّامِساتِ ذُيُولُها *** عليهِ قَضِيمٌ نَمَّقَتْهُ الصَّوَانِع

وقال ابن شُمَيل‏:‏ الرَّوامِس‏:‏ الطَّير التي تطيرُ بالليل، قال‏:‏ وكلُّ دابَّةٍ تخرُجُ بالليل فهيَ رامِسٌ تَرْمُسُ الآثار كما يُرْمَسُ المَيِّت‏.‏

وفي حديث الضّحّاك‏:‏ ارمسوا قبري رَمْسا‏.‏ والمعنى‏:‏ النّضهي عن تشهيرِ قبرِه بالرَّفع والتَّسنيم‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ الرَّمس‏:‏ الرمي‏.‏ يقال‏:‏ رَمَسْتُه بحجر إذا رَمَيتَه به‏.‏

والتَّرْمُسُ‏:‏ وادٍ لِبَني أُسَيِّد، قال المرّار بن سعيد الفَقْعَسِيُّ‏:‏

وكأنَّ أرْحُلَنا بِوَهْدٍ مُعْشِبِ *** بِمَنَا عُنَيْزَةَ من مَفِيْضِ التَّرْمُسِ

والارتِماس‏:‏ الاغتِماس، ومنه حديث عامِر بن شَرَاحيل الشَّعبِيّ‏:‏ إذا ارْتَمَسَ الجُنُبُ في الماءِ أجْزَأهُ عن الغُسْل من الجَنَابَة‏.‏ وعنه أيضًا‏:‏ أنَّه كَرِهَ للصّائِم أن يَرْتَمِسَ‏.‏

والتركيب يدل على تغطية وسَتْر‏.‏

رمنس

المنذر بن رومانِس‏:‏ شاعِر من كَلْب بن وَبَرَة، ورومانِس أُمُّه وأُمُّ النعمان بن المنذر هما أخَوانِ لأُمٍ‏.‏

روس

ابن دريد‏:‏ الرَّوْس‏:‏ مَصدَر راسَ يروسُ رَوْسًا‏:‏ إذا مشى متبختِرًا، وراسَ يَريسُ رَيْسًا أيضًا‏.‏

وبنو رائِس‏:‏ بطنٌ من العرب‏.‏

قال والرَّوْس‏:‏ فِعلٌ مُمَاتُ يقال‏:‏ راسَ السَّيل الغُثاءَ يَرُوسُه رَوْسًا‏:‏ إذا جَمَعَه واحْتَمَلَه‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ راسَ يروسُ رَوْسًا‏:‏ إذا أكَلَ وجَوَّدَ‏.‏ قال‏:‏ والرَّوْسُ‏:‏ الكل الكثير‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ انَّه لَرَوْسُ سَوْءٍ‏:‏ أي رجُلُ سَوْءٍ‏.‏

ورُوَيْس -مصغّرًا، واسْمُه محمد بن المتوكِّل-‏:‏ من القُرّاء، من رواة يعقوب بن اسحاق الحَضْرَميِّ‏.‏

ورَوْس‏:‏ أُمَّةٌ من الأُمَم، بِلادَهم مُتاخِمَة للصَّقالِبَة والتُّرْكِ‏.‏

واسْتَراسَ‏:‏ أي اسْتَطْعَمَ، قال أبو حِزام غالب بن الحارث العُكْلي‏:‏

إتِّئابًا مِن ابن سِيْدٍ أُوَيْسٍ *** إذْ تَأرّى عَدوْفَنا مُسْتَرِيْسا

رهس

ابن دريد‏:‏ الرَّهْس‏:‏ الوطء الشديد؛ مِثل الوَهْسِ سَوَاء، يقال‏:‏ رَهَسَه يَرْهَسُه رَهْسًا، أخْبَرَ بِه أبو مالِك عن العرب‏.‏

وقال ابن فارس‏:‏ الرَّهْوَس -مثال جَرْوَل-‏:‏ الأكول‏.‏

وارْتَهَسَ الوادي‏:‏ إذا امتلأَ ماءً‏.‏

وارْتَهَس رِجْلا الدّابَّة وارْتَهَشَت إذا اصْتَكَّتا وضَرَبَ بعضُهما بعضًا‏.‏

وارْتَهَسَ الجَرادُ‏:‏ رَكِبَ بَعضُهُ بعضًا كَثْرَةً‏.‏

وارْتَهَسَ القوم‏:‏ إذا ازدَحَموا‏.‏ ومنه حديث عُبادَة بن الصامت وأخيه عبد الله -رضي الله عنه-‏:‏ يوشِكُ أن يكونَ خيرُ مالِ المسلم شاءً بين مَكَّةَ والمدينة، ترعى فوق رؤوس الظِّرَابِ، وتأكُلُ من وَرَقِ القِتادِ والبَشَام، يأكل أهلها من لُحمانِها، ويَشرَبون من ألبانِها، وجراثيم العرب تَرْتَهِسُ‏:‏ أي هي كثيرة الزِّحام، ورأسًا يَرْتَهِس‏:‏ أي هو كثير الدَّوابِّ، قال‏:‏

قد طَرَّقَتْ بِجَنِيْنٍ نِصْفُهُ فَرَسُ *** إنَّ الدَّواهِيَ في الآفاقِ تَرْتَهِسُ

ويروى‏:‏ ‏"‏تَرْتَهِشُ‏"‏ بالشين المُعْجَمَة‏.‏

وتَرَهَّسَ‏:‏ أي تَمَخَّضَ وتَحَرَّكَ، قال العجّاج‏:‏

غَضْبًا إذا دِماغُهُ تَرَهَّسا *** وحَكَّ أنْيابًا وخُضْرًا فُؤَّسا

الغَضْبُ‏:‏ الغليظ، ومنه يقال للرجل إذا جُدِّرَ جُدَرِيًّا كثيرًا دَخَلَ بعضه في بعضٍ‏:‏ أصبَحَ جِلْدُه غضبَةً واحِدَة، وفُؤَّسٌ‏:‏ قُطَّعٌ -فُعَّلٌ؛ من الفأسِ-، وخُضْرًا‏:‏ يعني أضراسَه قد قَدُمَتْ واخْضَرَّتْ‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ تَرَهَّسَ القوم‏:‏ أي اضْطَرَبوا‏.‏

والتركيب يدل على الامْتِلاء والكَثْرَة وعلى الوَطْءِ‏.‏

رهمس

الرَّهْمَسَةُ والرَّهسَمَةُ والدَّهْمَسَةُ‏:‏ السِّرَارُ‏.‏ وأمر مُرَهْمَس‏:‏ أي مستور لا يُفْصَح به كُلِّه، والحُجَّة من حديث الحجّاج ذُكِرَت في تركيب ر س س‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ الرَّهْمَسَةُ‏:‏ التعريض بالشَّتْم‏.‏

ريس

ابن دريد‏:‏ راسَ يَريسُ رَيْسًا -وزاد غيرُه‏:‏ رَيَسَانًا-‏:‏ إذا مشى مُتَبَخْتِرًا، مِثْل راسَ يروسُ رَوْسًا، قال أبو زُبَسد حَرْمَلَة بن المُنذر الطّائيّ يصِف أسَدًا‏:‏

فَلَمّا أنْ رَآهُمْ قد تَوَافَوْا *** تَقَدّى وَسْطَ أرْحُلِهِمْ يَرِيْسُ

ورَيْسُوْنُ‏:‏ قرية من قرى الأُردُن‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ الرَّيْسُ‏:‏ الضَّبْطُ للشَّيء والغَلَبَة له‏.‏ وهو يَرِيْسُهم‏:‏ أي يَعْتَلي عليهم‏.‏

وذَكَرَ ابن فارِس رِئاسَ السَّيْفِ في هذا التَّرْكيب، وموضِع ذِكْرِه تركيب رَأس، وقد ذَكَرْتُه فيه‏.‏

سبس

سابُس- مثال كابُل-‏:‏ من قُرى واسِط‏.‏ ونَهَرُ سابُسَ مضاف إليها‏.‏

سجس

ابن الأعرابي‏:‏ السَّجَسُ -بالتحريك-‏:‏ مصدَرُ قولِهِم‏:‏ سَجِسَ الماءُ -بكسر الجيم- يَسْجَسُ سَجَسًا‏:‏ إذا تغيَّرَ‏.‏ وقال ابن السِّكِّيت‏:‏ ماءٌ سَجِسٌ وسَجِيْسٌ‏:‏ أي كَدِرٌ‏.‏

ويقال‏:‏ لا آتيكَ سَجيسَ الليالي وسَجِيسَ الأوْجَسِ وسَجِيْسَ الأوجُسِ -بفتح الجيم وضمِّها- وسَجِيْسَ عُجَيْسٍ‏:‏ أي أبدًا‏.‏

وفي حديث المَوْلِدِ‏:‏ ولا تَضُرُّوهُ في يَقَظَةٍ ولا مَنَامٍ سَجِيْسَ الليالي والأيّام‏.‏ وسَجِيْسُها‏:‏ آخِرُها، من السَّجِيْسِ للماء الكَدِرِ لأنَّه آخِرُ ما يَبْقى، وعُجَيْسٌ‏:‏ تأكيد، وهو في معنى الآخِرِ أيضًا، من عَجْسِ الليل وهو آخِرُه، ويقال للمُتَأخِّرِ في القِتال‏:‏ عاجِس ومُتَعَجِّس‏.‏ قال الشَّنْفَري‏:‏

هُنالك لا أرجو حَيَاةً تَسُرُّني *** سَجِيْسَ الليالي مُبْسَلًا بالجَرائرِ

وقال آخَرُ‏:‏

فأقْسَمْتُ لا آتي ابن ضَمْرَةَ طائعًا *** سَجِيْسَ عُجَيْسٍ ما أبَانَ لٍساني

والسّاجِسِي‏:‏ غَنَمٌ لِبَني تَغْلِب، قال رؤبة يصف غَيْثًا‏:‏

كأنَّ ما لم يُلْقِهِ في المَحْدَرِ *** أحْزَامُ صُوْفِ السّاجِسِيِّ الأصْفَرِ

ويقال‏:‏ كَبْشٌ سّاجِسِيُّ‏:‏ إذا كان أبيض الصٌّوف فَحيلًا كريمًا، قال أبو النَّجْم يَصِفُ أسدًا‏:‏

كأنَّ كَبْشًا سّاجِسِيًّا أغْبَسا *** بينَ صَبِيَّيْ لَحْيِهِ مُجَرْفَسا

ويُروى‏:‏ ‏"‏قِرْمِيليًّا أدْبَسا‏"‏ ويروى‏:‏ ‏"‏مُكَرْدَسا‏"‏‏.‏ وقيل السّاجِسِيّة‏:‏ غنم الجزيرة لرَبيعَةِ الفَرَس، قال الحُطَيْئة‏:‏

أتَبْكي أنْ يُسَاقَ الفَهْدُ فيكُمْ *** فَمَنْ يَبْكي لأهْلِ السّاجِسِيِّ

وسجِسْتَان‏:‏ بلد، وهو معرَّب سِيْسْتَان، قال عُبَيد الله بن قيس الرُّقَيّات‏:‏

نَضَرَ اللهُ أعْظُمًا دَفَنُوْها *** بِسجِسْتانَ طَلْحَةَ الطَّلَحَاتِ

وسِجَاسُ- بالكسر-‏:‏ بلد بين هَمَذانَ وأبْهَرَ‏.‏

والتَّسْجِيْسُ‏:‏ التَّكْدِيْرُ‏.‏

سجلطس

ابن دريد‏:‏ ذَكَروا عن الأصمَعيِّ أنَّه قال‏:‏ سألتُ عَجوزًا عندنا رُومِيَّةً عن نَمَطٍ فقلتُ‏:‏ ما تُسَمُّوْنَ هذا‏؟‏ فقالت‏:‏ سِجِلاّطُسْ‏.‏

سدس

سُدْسُ الشيءِ وسُدَسُه‏:‏ جزء من سِتَّة، وكذلك السَّدِيْسُ، كالعُشْرِ والعَشِيْر‏.‏

ويقال‏:‏ لا آتيكَ سَدْيْسَ عُجَيْسٍ‏:‏ لغة في سَجِيْس عُجَيْسٍ‏.‏

وشاةٌ سَدِيْسٌ‏:‏ إذا أتَتْ عليها السنة السادسة‏.‏

والسَّدِيْسُ -أيضًا-‏:‏ ضَرْبٌ من المَكاكِيْكِ يُكَالُ به التمر‏.‏

والسِّدْسُ -بالكسر- في أظْماء الإبل‏:‏ أن تَنْقَطِعَ أرْبَعَةً وتَرِدَ الخامِسَ، قال العجّاج يَصِفُ بازِلًا‏:‏

كأنَّه من طول جَذْعِ العَفْسِ *** ورَمَلانِ الخِمْسِ بَعْدَ الخِمْسِ

والسِّدْسِ أحيانًا وفوق السِّدْسِ *** يُنْحَتُ من أقطارِهِ بفَأْسِ

والسَّدَسُ -بالتحريك-‏:‏ السِّنُّ قبل البازِل، يَستَوي فيه المُذَكَّر والمؤنث، لأنَّ الإناث في الأسنان كُلِّها إلاّ السَّدَسَ والسَّدِيْسَ والبازِل‏.‏ وجَمْع السَّدِيْسِ‏:‏ سُدُس، مثال رَغيف ورُغُف‏.‏ وجمع السَّدَسِ سُدْسٌ، مثال أسَد وأُسْد، قال منظور بن مِسْحاج‏:‏

فَطافَ كما طافَ المُصَدِّقُ وَسْطَها *** يُخَيَّرُ منها في البَوازِلِ والسُّدْسِ

واِزَارٌ سَدِيْسٌ وسُدَاسِيٌّ‏.‏

وسَدُوْسُ -بالفتح-‏:‏ أبو قبيلة‏.‏

والسُّدُوْسُ -بالضم-‏:‏ الطَّيْلَسَان الأخضَر، قال الأفْوَه الأوْدي‏:‏

والليل كالَّأْماءِ مُسْتَشْعِرٌ *** من دونهِ لونًا كَلَونِ السُّدُوْسْ

وكان الأصمعي يقول‏:‏ السَّدُوْس -بالفتح-‏:‏ الطَّيْلَسَانْ‏.‏

وسُدُوْسٌ -بالضم-‏:‏ اسم رجل، قال رؤبة‏:‏

وجُلِّ لَيْلٍ يُحْسَبُ السّدُوْسا *** يَسْتَمِعُ السّاري به الجُرُوْسا

قال الجَرْميُّ والمازنيُّ‏:‏ غَلِطَ الأصمعيُّ، والصَّوَابُ على العَكْسِ؛ إلاّ الذي في طَيِّئٍ‏.‏

وقال ابن الكَلْبيِّ‏:‏ سَدُوْسُ التي في بني شَيْبان بالفَتح، وسُدُوْسُ التي في طَيِّئٍ بالضَّمِّ، وقال ابن حبيب‏:‏ في تميم سَدُوْسُ بن دارِم بن مالِك بن حنظلة بن مالك بن زيد بن مناة بن تميم، وفي ربيعة‏:‏ سَدُوْس بن شَيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عُكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، كلاهما بفَتْح السين‏.‏ قال‏:‏ وفي طَيِّئٍ سُدُوْسُ بن أصمَع بن أُبَيِّ بن عُبَيد بن رَبيعَة بن نصر بن سعد بن نبهان، بالضم‏.‏ ونزل امرؤ القيس بن حُجْر على خالد بن سَدُوْس ابن أصمع النبهاني فقال‏:‏

إذا ما كُنْتَ مُفْتَخِرًا فَفاخِر *** بِبَيْتٍ مِثلِ بَيتِ بَني سَدُوْسا

ببَيتٍ تُبصِرُ الرُّؤساءَ فيهِ *** قِيامًا لا تُنازَعُ أوْ جُلُوْسا

وقال آخَر‏:‏

فإن شاءَ رَبِّي كانَ أيْرُ أبيكُمُ *** طويلًا كأيْرِ الحارِثِ بن سَدُوْسِ

وكان للحارث أحَدٌ وعشرون ذَكَرًا‏.‏

والسُّدُوْسُ -بالضم-‏:‏ النِّيْلَنْجُ، قال امرؤ القيس يصِف الأُشُرَ‏:‏

مَنَابِتُهُ مثلُ السُّدُوْسِ ولَوْنُهُ *** كشَوْكِ السَّيَالِ فهو عَذْبٌ يَفِيْضُ

وسَدَسْتُ القومَ أسْدُسُهُم -بالضم-‏:‏ إذا أخَذْتُ سُدُسَ أموالِهِم، وأسْدِسُهم - بالكسر-‏:‏ إذا كنتُ لهم سادِسًا، والمصدر فيهما‏:‏ السَّدْسُ -بالفتح-‏.‏

وأسْدَسَ الرَّجُلُ‏:‏ إذا وَرَدَتْ إبِلُه سِدْسًا‏.‏

وأسْدَس البعيرُ‏:‏ إذا ألْقى السِّنَّ بعد الرَّباعِيَة، قال ابن فارسٍ‏:‏ وذلك في السنة الثامنة‏.‏

والسِّتُّ‏:‏ أصْلُه سِدْسٌ، وقد ذُكِرَ على اللفظ في تركيب س ت ت‏.‏

والتركيب يدل على العدد، وقد شَذَّ عنه السَّدُوْس والسُّدُوْس وسَدُوْس وسُدُوْس‏.‏

سرس

السَّرِسُ والسَّرِيْس‏:‏ الذي لا يأتي النساء، قال ذلك ابن الأعرابي، وأنشد‏:‏

يا رُبَّ قَرْمٍ سَرِسٍ عَنَطْنَطِ *** ليس بِجُعْشُوْشٍ ولا بأذْوَطِ

الجُعْشُوْشٍ‏:‏ النحيف الضامر، وقال أبو عُبَيد‏:‏ السَّرِيْسُ‏:‏ العِنِّيْنُ، قال أبو زُبَيد حرملة بن المنذر الطائيّ‏:‏

أفي حَقٍّ مُؤاساتي أخاكُم *** بِمالي ثم يَظْلِمُني السَّرِيْسُ

وأنشد ابن دريد‏:‏ في باب فَعْلَلِيْل‏:‏

يا لَيتَهُ لم يُعْطَ هَلْبَسِيْسا *** وعاشَ أعْمى مُقْعَدًا سَرِيْسا

حتى يَضُمَّ الوارِثونَ الكِيْسا ***

وقال الأصمعي‏:‏ السَّرِيْسُ‏:‏ الذي لا يولَد لَهُ، ويروى‏:‏ ‏"‏الشَّرِيْسُ‏"‏ بالإعجام؛ وهو الظالِم المنيع السيّء الخُلُق‏.‏

وفَحْلٌ سَرِسٌ وسَرِيْسٌ بَيِّنُ السَّرَسِ‏:‏ إذا كان لا يُلْقِح، وجمع السَّرِيْسِ‏:‏ سُرَسَاء وسِرَاس -مثال كُبَراء وكِبار-‏.‏ ويقال‏:‏ السَّرِيْس‏:‏ الضعيف‏.‏

وقال أبو عمرو‏:‏ السَّرِيْس‏:‏ الكَيِّس الحافِظ لما في يَدَيْه‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ سَرِسَ الرَّجُلُ -بالكسر-‏:‏ إذا ساءَ خُلُقُه‏.‏ وسَرِسَ‏:‏ إذا عَقَلَ وحَزُمَ بعد جَهْلٍ‏.‏ وسَرِسَ‏:‏ إذا عُنِّنَ عن امرأتِهِ‏.‏

وسَرُوْس -ويقال شَرُوْس-‏:‏ بلدة من نواحي إفريقية أهْلُها إباضِيَّة‏.‏

ومُصْحَف مُسَرَّس -بفتح الراء المُشَدَّدَة-‏:‏ أي مُشَرَّز‏.‏

سلس

السَّلْس -بالفتح-‏:‏ الخَيْط الذي يُنْظَم فيه الخَرَز الأبيض الذي تَلْبَسُه الإماءُ، قال عبد الله بن سُلَيم -وقيل‏:‏ ابن سَلَمَة، وقيل‏:‏ ابن سَلِيْمَة، والأوّل أصح- يَصِفُ فَرَسًا‏:‏

فتراهُ كالمَشْعُوْفِ أعلى مَرْقَبٍ *** كصَفائحٍ من حُبْلَةٍ وسُلُوْسِ

وقال ابن عبّاد‏:‏ السَّلْس‏:‏ القرط من الحُليِّ، والجمع‏:‏ سُلُوْس‏.‏ وقال غيره‏:‏ السَّلْس الشَّنْف، قال حميد بن ثور الهلالي -رضي الله عنه- يصف امرأةً‏:‏

وبِعَيْنِها رَشأٌ تُراقِيُه *** مُتَكَفِّتُ الأحْشاءِ كالسَّلْسِ

أي لطيف الأحشاءِ خَميصُها‏.‏

وشيءٌ سَلِس‏:‏ أي ليِّن‏.‏

وفَرَسٌ سَلِس القِياد‏:‏ أي مُنقاد، بينَ السَّلِسِ والسَّلاسَة‏.‏

وفلان سَلِس البَوْل‏:‏ إذا كان لا يَسْتَمْسِكُه‏.‏

والسَّلِس‏:‏ فرس كان لبني تغلب، وقال أبو النَّدى‏:‏ كان لِمُهَلْهِلِ بن ربيعة التَّغْلِبيِّ، قال مهلهل للحارث بن عبّاد‏:‏

ارْكَبْ نَعَامَةَ أنى راكِبُ السَّلِسِ ***

والسُّلاسُ -بالضم-‏:‏ ذَهابُ العَقل، والمَسْلوس‏:‏ الذاهِبُ العقل، وقد سُلِسَ، قال رؤبة‏:‏

ذاكَ وأشْفي الكَلِبَ المَسْلُوسا *** كَيًّا بوَسْمِ النّارِ أو تَخْيِيْسا

بِمِخْنَقٍ لا يُرْسِلُ التَّنْفيسا *** بعد النُّزَا والمُتْرَفَ العِتْرِيسا

حتى يُذِلَّ الأشْرَسَ الشَّريسا ***

وقال ابن عبّاد‏:‏ سَلِسَتِ النخلةُ تَسْلَسُ سَلَسًا‏:‏ إذا ذَهَبَ كرَبُها، فهي مِسْلاس، ويقال لما سَقَطَ منها‏:‏ السَّلَسُ‏.‏

قال‏:‏ وسَلِسَت الخَشَبَة -أيضًا- سَلَسًا‏:‏ إذا نَخِرَت وبَلِيَت‏.‏

وقال الدَّينوري‏:‏ السَّلِسَة‏:‏ عُشبة قريبة الشَّبَه بالنَّصِيِّ إلاّ أنَّ لها حَبًّا كَحَبِّ السُّلْتِ، وإذا جفَّت كان لها سَفًا يتطايَر إذا حُرِّكَت كالسِّهام، تَرْتَزُّ في العُيون والمناخِر، وكثيرًا ما تُعْمي السّائمَةَ، ومنابِتُها السُّهُول‏.‏

وأسْلَسَت النخلة فهيَ مُسْلِس- بغير هاء-‏:‏ إذا تناثَرَ بُسْرُها‏.‏

وأسْلَسَتِ الناقةُ فهي مُسْلِس أيضًا‏:‏ أي أخدَجَتِ الولد قبل تمام الأيّام‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ التَّسْليس‏:‏ التأليف لما ألَّفْتَ من الحَلْي سِوى الخَرَز‏.‏

ويقال‏:‏ سَلَّسَ لي بِحُقِّي‏.‏

فأما قول المُعَطَّل الهُذَلي- ويُروى لأبي قِلابَة-‏:‏

لم تُنْسِني حُبَّ القَتُولِ مَطَاردٌ *** وأفَلُّ يَخْتَضِمُ الفَقَارَ مُسَلَّسُ

فأراد‏:‏ مُسَلْسَلًا؛ فَقَلَبَ، أي‏:‏ كأنَّ فيه مثل السلاسل من فِرِنْدِه ووَشْيِه‏.‏ وقال أبو عمرو‏:‏ مُسَلَّس‏:‏ مُرَصَّع، والمَطَارِدُ‏:‏ سِهامٌ يُشْبِه بعضها بعضًا‏.‏ ويُروى‏:‏ مُلَسْلَسُ، ويُروى‏:‏ هل يُنْسِيا حُبَّ‏.‏

والتركيب يدل على سهولة في الشيء‏.‏

سلعس

سَلَعُوْسُ- مثال طَرَسُوْس وقَرَبُوْس-‏:‏ بلدة وراء طَرَسوس غزاها المأمون‏.‏

سلمس

سَلَمَاسُ -بالتحريك-‏:‏ مدينة مشهورة بأذَرْبِيجان، على ثلاثة أيّام من تبريز‏.‏

سنبس

سِنْبِس‏:‏ أبو حَيٍّ من طَيِّئٍ، وهو سِنْبِس بن معاوية بن جَرْوَل بن ثُعل بن عمرو بن الغَوْث بن طَيِّئٍ، قال زيد الخَيل الطّائي رضي الله عنه‏:‏

ويَقْذِفُ حولي جمعُ أخزَمَ بالحصى *** وجَمْعُ سَلامانَ الحُماةُ وسِنْبِسُ

وقال أبو عمر الزاهِد‏:‏ السين في أول سِنْبِس زائدة‏.‏ ورأت أمُّ سِنْبِس -وهي أُمَيمَة بنت عبد الله بن الدُّول بن حنيفة بن لُجَيم- في النَّوم قائلًا يقول لها‏:‏

إذا وَلَدْتِ سِنْبِسًا فأنْبِسي

أي أسرعي‏.‏ وقال ابن الأعرابي‏:‏ السِّنْبِسُ‏:‏ السريع، وسَنْبَسَ‏:‏ أي أسرَعَ، وقال الأعشى يَصِفُ بقرة‏:‏

فَصَيَّحَها القانِصُ السِّنْبِسِيُّ *** يُشْلي ضِرَاءً بإِيْسَادِها

ورواية أبي عمرو‏:‏

فَصَبَّحَها لطُلوع الشروق *** ضِرّاءً تَسَامى بإِيْسَادِها

وليس في هذه الرواية شاهِد‏.‏

وسَنَبُوْسُ -مثال طَرَسُوْس-‏:‏ موضع ببلاد الروم دونَ سَمَنْدُوْ‏.‏

سنس

محمد بن سُنَيْسٍ أبو الأصْبَغ الصُّوْريُّ‏:‏ من أصحاب الحديث‏.‏

سندس

قوله تعالى‏:‏ ‏{‏من سُنْدُسٍ وإسْتَبْرَقٍ‏}‏ السُّنْدُسُ‏:‏ رقيق الدِّيباج، والستَبْرَق‏:‏ غليظه‏.‏ وقال الليث‏:‏ السُّنْدُسُ‏:‏ ضَرْبٌ من البُزْيُون يُتَّخَذ من المِرْعِزّي‏.‏ قال يَزيد بن خَذّاق العَبْديُّ‏:‏

ألا هل أتاها أنَّ شِكَّةَ حازِمٍ *** لَدَيَّ وأنّي قد صَنَعْتُ الشَّمُوْسا

وداوَيْتُها حتى شَتَتْ حَبَشِيَّةً *** كأنَّ عليها سُنْدُسًا وسُدُوْسا

ولم يختلف أهل اللغة في أنَّهما معربان‏.‏

سوس

السُّوْسُ -بالضم-‏:‏ الطبيعة، يقال‏:‏ الفصاحة من سُوْسِهِ‏:‏ أي من طَبْعِه‏.‏

والسُّوْسُ‏:‏ الأصل، يقال‏:‏ فلان من سُوْسِ صِدْقٍ ومن تُوْسِ صِدْقٍ‏:‏ أي من أصلِ صِدْقٍ، قال رؤبة يمدح أبانَ بن الوليد البَجَليّ‏:‏

شَرَّفَ باني عَرْشِكَ التَّأْسيسا *** المَحْضَ مَجْداَ والكَريْمَ تُوْسا

إذا المُلِمّاتُ اعْتَصَرْنَ السُّوْسا ***

وقال الدِّينَوَري‏:‏ السُّوْس، الواحِدة سوسَة، وهو هذا السوس المعروف الذي تُغَمّى به البُيُوتُ، ويَدْخُلُ عصيره في الدواء، وفي عُروقه حلاوة شديدة، وفي فروعه مرارة، وهو من الشَّجَر، وهو بأرض العرب كثير، قال‏:‏ وسَألْتُ عنه أعْرابِيًّا فقال‏:‏ نحن نُسَمِّيه المَتْكَ، وهو عندنا كثير، ويجعلون ورقة في النبيذ كما يُجْعَل الدّاذِيُّ فيَشْتَدّ‏.‏

والسُّوْسُ‏:‏ دودٌ في الصوف والطعام، والسّاسُ‏:‏ لُغَةٌ فيه، يقال‏:‏ ساسَ الطعام يَسَاسُ سَوْسًا -بالفتح-، وزادَ ابن عبّاد‏:‏ سَوِسَ، وزاد يونُس في كتاب اللغات‏:‏ سِيْسَ‏.‏

وسُوْسُ المرأة وقُوقُها‏:‏ صَدْعُ فَرْجِها‏.‏

والسُّوْسُ‏:‏ من كُوَر الأهواز، وفيه قبر دانيال -صلوات الله عليه-‏.‏ وقال ابن المقفَّع‏:‏ أوَّلُ سورٍ وُضِعَ بعدَ الطُّوفان سورُ السُّوْسِ وتُسْتَرَ، قال‏:‏ ولا يُدْرى مَنْ بَنى سُوْرَ السُّوْسِ وتُسْتَرَ‏.‏ وقال ابن الكَلْبِيِّ‏:‏ بَنَاها السُّوْسُ بن سام بن نوح‏.‏

والسَّوس -أيضًا-‏:‏ بلد بالمغرب، وهنالك السُّوسُ الأقصى، وبين السُّوسَيْنِ مَسِيْرَةُ شَهرَيْن‏.‏

والسُّوْسُ‏:‏ بلدة بما وراء النهر‏.‏

وسُوْسَة‏:‏ بلد بالمغرب‏.‏

والسُّوْسَة‏:‏ فرس النعمان بن المنذر، وهي التي أخذها الحَوْفَزان بن شَرِيْك لمّا أغارَ على هجائنِه‏.‏

وسُوسِيَة‏:‏ كورة بالأردن‏.‏

وقال ابن شميل‏:‏ السُّوَاس‏:‏ داءٌ يأخذ الخيل في أعناقها فَيُيَبِّسُها‏.‏

ومحمد بن مُسلِم بن سُسْ -كالأمر من السياسة-‏:‏ من أصحاب الحديث‏.‏ وسُسْتُ الرَّعِيَّة سِياسَة‏.‏ وفلان مُجَرِّب قد ساسَ وسيسَ عليه‏:‏ أي أمَرَ وأُمِرَ عليه‏.‏

وقال أبو زيد‏:‏ ساسَتِ الشاةُ تَسَاسُ سَوَسًا‏:‏ إذا كَثُرَ قَمْلُها‏.‏

والسَّوَسُ -أيضًا-‏:‏ مصدر الأسْوَسِ وهو داءٌ يكون في عَجَزِ الدّابّة من الوِرك والفخذِ يورِثُه ضَعْفَ الرِّجْلِ‏.‏

وقال الليث‏:‏ أبو ساسان‏:‏ كُنْيَةُ كِسرى، قال‏:‏ مَن جَعَلَه فَعْلانَ قال في تصغيرِه سُوَيسان‏.‏ وفي حديث سَطيحٍ الكاهن‏:‏ بعَثَكَ مَلِك بني ساسان، لارْتِجاس الايوان، وخُمُودِ النِّيران، ورؤيا المُْبَذَان‏.‏ وقد كُتِبَ الحديث بتمامه في تركيب و ب ذ، وهو اسمٌ أعجَميُّ‏.‏ وساسان الأكبَر‏:‏ هو ابن بَهْمَنَ بن إسْفَنْديارَ المَلِك‏.‏ وأمّا أبو الأكاسِرة‏:‏ فهو ساسانُ الأصغر بن بابَك ابن مُهَرْمِش بن ساسان الأكبر‏.‏ وأرْدَشِيْر بن بابَك بن ساسان الأصغر‏.‏

وسَوَاسٌ -مثال سَحَابٍ-‏:‏ جَبَلٌ، وقال ابن دريد‏:‏ سَوَاسٌ‏:‏ جَبَلٌ أو موضِع‏.‏

وذاة السَّوَاسي‏:‏ جَبَل لِبَني جَعْفَر‏.‏ وقال الأصمعي‏:‏ ذاةُ السُّوَاسي‏:‏ شُعَبٌ يَصْبُبْنَ في يَنُوْفَ‏.‏

وقال الليث‏:‏ السَّوَاسُ‏:‏ شجر، الواحدة‏:‏ سَوَاسَة، وهو من أفضَل ما اتُّخِذَ منه زَنْدٌ يكون واريًا، وقَلَّ ما يَصْلِد، قال الطِّرِمّاح يصف الرَّماد وآثار الديار‏:‏

وأخْرَجَ أُمُّهُ لِسَوَاسِ سَلْمى *** لِمَعْفُوْرِ الضَّنى ضَرِمِ الجَنينِ

تَنَكَّدَ رَسْمُها إلاّ بقايا *** عَفا عنها جَدَا هَمِعٍ هَتُوْنِ

الأخْرَجُ‏:‏ الرَّماد؛ لأنَّ فيه بياضًا وسَوادًا، وأُمُّه‏:‏ زَنْدَتُه، وسَلْمى‏:‏ أحد جَبَلَي طَيِّئٍ، والضَّنى‏:‏ النار بمنزلة الوَلَدِ‏.‏

وقال الدِّيْنَوَريُّ‏:‏ قال أبو زياد‏:‏ من العِضَاهِ السَّوَاسُ، شبيهٌ بالمَرْخ، له سِنَفَة مِثل سِنَفَةِ المَرْخ، وله شوك ولا ورق له، وهو يُقْتَدَح بِزَنْدِه‏.‏ قال‏:‏ وقد وَصَفْنا ذلك في باب الزِّناد، قال‏:‏ ويَطول في السماء، ويُسْتَظَلُّ تَحتَه، وقد تأكل أطراف عيدانه الدقيقة الإبل والغنم‏.‏ قال‏:‏ وسَمِعْتُ أعرابيًا يقول‏:‏ السَّوَاسِي -يُريد‏:‏ السَّوَاسَ-، فسألتُه عنه فقال‏:‏ المَرْخُ والسَّوَاسُ والمَنْجُ، وهؤلاء الثلاثة متشابهة، وقال المَنْجُ‏:‏ اللوز الصغار المُرُّ، قال‏:‏ وسَمِعتُ من غيرِه‏:‏ المِزْجَ؛ وهو الذي يُسَمّى بالفارسية‏:‏ البَاذامَكْ، ولا وَرَقَ له، إنَّما نباتُه قضبان حُمُر في خُضْرَة البَقْلِ سُلُبٌ عارية تُتَّخَذُ منها السِّلافلُ، وهو من نبات القِفاف والجِبال‏.‏

والسّاسُ‏:‏ القادِح في السِّنِّ، قال العجّاج‏:‏

تَجْلو بِعُودِ الإسْحِلِ المُقَصَّمِ *** غُرُوبَ لا ساسٍ ولا مُثَلَّمِ

السّاس‏:‏ الذي قد أُكِلَ، وأصْلُه سائس، مثال هَارٍ وهائرٍ وصافٍ وصائفٍ‏.‏

وقال العجّاج أيضًا‏:‏

صافي النُّحاسِ لم يُوَشَّعْ بالكَدَرْ *** ولم يُخالِط عُوْدَه ساسُ النَّخَرْ

أي‏:‏ أكْلُ النَّخر‏.‏

وقال أبو زيد‏:‏ أسَاسَتِ الشّاة‏:‏ إذا كَثُرَ قَمْلُها، مِثْلُ ساسَتْ‏.‏

وأساسْوه‏:‏ أي سَوَّسُوْهُ‏.‏

وأساسَ الطّعام‏:‏ أي ساسَ، وكذلك سَوَّسَ، قال زُرارَة بن صَعْبِ بن دَهْرٍ يُخاطِب العامِرِيَّة‏:‏

قد أطْعَمَتْني دَقَلًا حَوْلِيّا *** نُفَايَةً مُسَوِّسًا حَجْرِيّا

وسُوِّسَ الرجل أمور الناس- على ما لم يُسَمَّ فاعِلُه-‏:‏ إذا مُلِّكَ أمْرَهم، قال الحُطَيْئةُ يهجو أُمَّه‏:‏

جَزاكِ الله شَرًّا من عَجوزٍ *** ولَقّاكِ العُقُوقَ من البَنينِ

لقد سُوِّسْتِ أمْرَ بَنِيْكِ حتى *** تَرَكْتِهِم أدَقَّ من الطَّحِينِ

ويروى‏:‏ ‏"‏سَوَّسْتِ‏"‏ بفتحتين، وقال الفرّاء‏:‏ سَوَّسْتِ خطأ‏.‏

وقال أبو زيد‏:‏ سَوَّسَ فُلانٌ لفُلانٍ أمْرًا فَرَكِبَه، كما تقول‏:‏ سَوَّلَ له وزَيَّنَ له‏.‏

والتركيب يدل على فساد في شيء وعلى جِبِلَّةٍ وخَلِيْقَةٍ‏.‏

سهنس

الفرّاء‏:‏ أفْعَلُ هذا سِهِنْسَاهُ وسِهِنْسَاهِ -بالرفع والخفض-‏:‏ أي أفعلُه آخِرَ كل شيء، وقال ثعلب‏:‏ لا يقال هذا إلاّ في المستقبَل، لا يقال‏:‏ فَعَلْتُه سِهِنْسَاه، ولا فَعَلْتُه آثِرَ ذي أثيرٍ‏.‏